الإثنين 15 سبتمبر 2025 10:05 مـ 23 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

“البحر العربي يُطلق عاصفة مخفية… والمفاجأة؟ الأمطار تصل إلى الربع الخالي — حيث لم تهطل منذ عقود!”

الإثنين 15 سبتمبر 2025 11:14 مـ 23 ربيع أول 1447 هـ
تعبيرية
تعبيرية

في مشهد طقسي نادر يعيد كتابة قواعد الجغرافيا المناخية، يتحول البحر العربي من ممر مائي هادئ إلى محرك عملاق للعواصف — فبينما يراقب العالم ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي، تتشكل في أعماقه كتلة رطبة غير مسبوقة، تندفع بقوة نحو أكثر المناطق جفافًا على وجه الأرض: الربع الخالي واليمن. هذه ليست مجرد أمطار موسمية… بل هي إشارة صارخة لتغيرات مناخية تعيد تشكيل خريطة الطقس في شبه الجزيرة العربية — وربما تكون أولى موجات “الشتاء المفاجئ” الذي سيُغيّر حياة الملايين.

التفاصيل: عاصفة رطبة تُعيد رسم خريطة الجفاف

216.73.216.105

وفقًا لأحدث التحليلات الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية، فإن تيارات بحرية رطبة غير معتادة — تحمل كميات من بخار الماء تتجاوز المعدلات الموسمية بنسبة تصل إلى 300% — تتدفق الآن من منطقة البحر العربي الجنوبي باتجاه سهول الربع الخالي والمناطق الساحلية اليمنية، ما يخلق ظروفًا مثالية لتكوّن سحب رعدية ضخمة، وتساقط أمطار متفرقة لكنها كثيفة.

ومن أبرز المفاجآت: احتمال هطول أمطار في مناطق مثل وادي الدواسر، وصحراء النفوذ، وحتى بعض نقاط الربع الخالي التي لم تشهد هطولًا حقيقيًا منذ أكثر من 25 عامًا — وفق بيانات الأرصاد منذ عام 1998.

"لم نشهد منذ 27 عامًا هذا الكم من الرطوبة المتنقلة من البحر العربي إلى الداخل الصحراوي. هذه الظاهرة لا تُعتبر عادية، بل هي مؤشر مبكر على تغيير في ديناميكية النظام المناخي الإقليمي."
د. أحمد الموسى، أخصائي المناخ بجامعة الملك سعود، في تصريح حصري لـ "الطقس اليوم"

الرياح، بدورها، تزداد قوةً لتصل إلى 65 كم/ساعة في بعض المناطق الساحلية، ما يثير مخاوف من اضطرابات بحرية خطيرة للمراكب الصغيرة وناقلات النفط، خاصة في مضيق باب المندب وجنوب عمان. كما حذر خبراء النقل البحري من احتمال تعليق العمليات اللوجستية في الموانئ الجنوبية خلال الساعات القادمة.

لكن الأكثر إثارة للقلق — هو خطر السيول المفاجئة. فعلى الرغم من أن الربع الخالي يُعرف بأنه "أكبر صحراء مستمرة في العالم"، إلا أن التضاريس الوعرة والأودية الجافة — مثل وادي حضرموت ووادي بني مالك — أصبحت بمثابة "أنابيب مائية" مخبأة، تستقبل المياه بسرعة قاتلة دون سابق إنذار.

تحذير رسمي: "الأمطار قد تبدأ فجأة، وتنتهي قبل أن تدرك أنها بدأت. السيول لا تنتظر أحدًا — لا في الصحراء، ولا في القرى النائية."
المركز الوطني للأرصاد، بيان طوارئ رقم 2024-07-15

ماذا يعني ذلك للمواطنين؟

  • السكان في المناطق الحدودية (مثل جازان، نجران، مأرب، حضرموت) مطالبون بعدم مغادرة منازلهم أثناء العواصف.
  • الرحلات الصحراوية والسياحة الوعرة تم تعليقها مؤقتًا من قبل الجهات المعنية.
  • الزراعة في المناطق المحيطة قد تشهد نقلة نوعية — فبعض المزارعين في صنعاء وعمران بدأوا بالاستعداد لزراعة محاصيل جديدة، مبنية على توقعات بزيادة الرطوبة الأرضية.
  • الشركات النفطية في شمال الربع الخالي تعيد تقييم خطط الصيانة، خشية تلف المنشآت بسبب الفيضانات المفاجئة.

هل هذا بداية عصر جديد؟

لم تعد هذه الظواهر "استثناءات" — بل أصبحت "قاعدة". فمع ارتفاع حرارة سطح البحر العربي بنسبة +1.8°C منذ عام 2010، وفق منظمة الأرصاد العالمية (WMO)، تتحول المنطقة من "أرض جافة" إلى "مختبر مناخي" يُرصد فيه تأثيرات التغير المناخي بأسرع معدل على مستوى الشرق الأوسط.