اليوتيوبر العربية موني رزق تزور اليمن في جولة تاريخية تُلهم الملايين — وتشعل حماسًا شعبيًا بزيارتها لحضرموت والمهرة

في خطوة نادرة ومُلهمة، زارت اليوتيوبرة العربية الشهيرة موني رزق اليمن منذ عدة أيام قادمة من سلطنة عمان، في أول زيارة لها للبلاد، وأطلقت موجة من التفاعل الإيجابي بين الملايين من اليمنيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن أظهرت احترامًا عميقًا للتقاليد والعادات المحلية، خاصةً من خلال ارتدائها للحجاب أثناء تنقلها في المناطق الجنوبية.
216.73.216.105
بدأت موني رزق رحلتها في مدينة حوف بمحافظة المهرة، حيث استقبلها أهالي المدينة بحفاوة غير مسبوقة، وسط تجمعات كبيرة من الشباب والنساء والأطفال الذين حملوا الأعلام اليمنية ولافتات ترحب بها بلغات عربية ولهجات محلية. وقد أثار ظهورها في منطقة نائية مثل حوف إعجابًا واسعًا، خصوصًا أنها لم تكتفِ بالزيارة السياحية العادية، بل تفاعلَت مع الأهالي، وشاركتهم في فنجان قهوة يمنية تقليدية، وصوّرت لحظات من حياتهم اليومية، مما جعل محتواها يحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا.
بعد ذلك، انتقلت موني إلى محافظة حضرموت، حيث قضت يومين كاملين في مدينة الشحر، مركز المحافظة الاقتصادي والثقافي، وزارت ميناء الشحر التاريخي، أحد أهم الموانئ التجارية في جنوب شبه الجزيرة العربية، وسجلت فيديوهات توثيقية نادرة تبرز جمال الميناء ودوره الاستراتيجي، مع تعليقات صوتية تحكي عن تاريخ التجارة البحرية في المنطقة، وتأثيرها على الحضارة اليمنية القديمة.
لكن ما لفت انتباه الملايين من المشاهدين في العالم العربي، كان اختيار موني لارتداء الحجاب طوال فترة زيارتها — وهو قرار لم يكن مجرد تصرف شخصي، بل رسالة سياسية وثقافية واضحة. ففي زمن تتزايد فيه الصور النمطية السلبية عن اليمن، اختارت موني أن تكون "ضيفًا مُحترمًا"، لا مجرد مُشاهد، فكان حجابها رمزًا لاحترامها العميق للهوية الإسلامية والاجتماعية للشعب اليمني، وهو ما دفع عشرات الآلاف من النشطاء اليمنيين إلى نشر تعليقات متحمسة تقول:
"أول مرة أرى يوتيوبرة عربية تدخل اليمن وتلبس الحجاب باختيارها، ليس لأجل الكاميرا، بل لأنها تفهم أننا نحن لا نطلب شيئًا سوى الاحترام."
— @YemeniHeart, مستخدم من عدن.
"موني رزق لم تأتي كزائرة عابرة، بل كابنة من بنات العرب، تشعر بنا وتقدّرنا. هذا هو الفرق بين السياحة والانتماء."
— @Sanaa_Reader
وقد أصبح هاشتاغ #موني_رزق_في_اليمن أحد أكثر الهاشتاقات تداولًا في اليمن والخليج خلال 48 ساعة فقط، حيث تجاوزت مشاهدات فيديوهاتها 12 مليون مشاهدة، وتخطى عدد التعليقات 300 ألف تعليق، معظمها من اليمنيين الذين طالبوا بتوسيع الجولة لتشمل صنعاء وعدن وتعز.
الجمهور اليمني لم يكتفِ بالإعجاب، بل بدأ حملة شعبية لدعوة موني لزيارة مناطق أخرى، خصوصًا المناطق التي تعاني من نقص في التغطية الإعلامية، مثل أرخبيل سقطرى ووادي حضرموت، وطلبوا منها أن تصبح "سفيرة للثقافة اليمنية" في العالم العربي.
من جهتها، ردّت موني رزق عبر حسابها الرسمي على يوتيوب وفيسبوك، قائلة:
"لم أكن أتخيل أن زيارتي لهذه الأرض الطيبة ستترك في قلبي أثرًا بهذا العمق. اليمن ليست مجرد وجهة، إنها روح. عندما لمست حفاوة الناس، وسمعت أصواتهم، ورأيت عيون الأطفال وهم ينظرون إليّ كأنني أختهم، شعرت أنني لم آتِ كمشاهدة، بل كعائدة. هذه الأرض تُعلّمك أن الكرامة لا تُستأجر، بل تُكتسب بالاحترام."
وأضافت: "سأعمل على إنتاج فيلم وثائقي طويل عن اليمن، يروي قصص الناس الحقيقيين، وليس الصور النمطية التي تُعرض في وسائل الإعلام. اليمن تستحق أن تُسمع، لا أن تُصور فقط".
الزيارة لم تخلُ من الدعم الرسمي أيضًا، فقد استقبلتها مكاتب السياحة المحلية في المهرة وحضرموت، وأعربت مكاتب وزارة السياحة اليمنية في بيان رسمي عن "شكرها العميق لموني رزق على جهودها في تغيير الصورة النمطية عن اليمن، ونشر ثقافة السلام والاحترام بين الشعوب العربية".