الأربعاء 17 سبتمبر 2025 04:21 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تحديات السير ريتشارد مور .. هل يصبح رئيس المخابرات البريطانية سفير لندن في واشنطن؟

الأربعاء 17 سبتمبر 2025 05:09 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
السير ريتشارد مور
السير ريتشارد مور

تسود حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية في لندن حول مستقبل السير ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات السرية البريطانية MI6، الذي تنتهي ولايته الرسمية خلال الأسابيع المقبلة، وبحسب تقرير نشرته صحيفة التليجراف البريطانية، فإن مور يتصدر قائمة المرشحين لتولي منصب السفير البريطاني الجديد في واشنطن، خلفًا للورد ماندلسون الذي تمت إقالته على خلفية شبهات أخلاقية ارتبطت بمسيرته المهنية.

الاختبار الأصعب في حياة مور المهنية

216.73.216.105

ترى الصحيفة أن اللحظة الحاسمة بالنسبة لمور ستكون خلال العشاء الرسمي الذي يقيمه الملك البريطاني تكريمًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قصر ويندسور، ضمن زيارة ترامب الحالية إلى لندن، حيث تعتبر الأوساط الدبلوماسية أن أداء مور في هذا الحدث الدولي سيكون بمثابة الاختبار الأصعب في مسيرته، إذ ستتم مراقبة مدى قدرته على إدارة اللقاء بحنكة وهدوء أمام رئيس أمريكي معروف بمواقفه المتقلبة وسرعة انفعاله.

خبرة دبلوماسية واستخباراتية واسعة

مور ليس غريبًا على الساحة الدبلوماسية، فقد شغل من قبل منصب السفير البريطاني في تركيا، واكتسب خلال مسيرته خبرات عميقة في السياسة الخارجية إلى جانب قيادته لأحد أهم أجهزة الاستخبارات العالمية، وهذا المزيج من الخبرة الأمنية والدبلوماسية يمنحه ميزة نسبية أمام منافسيه، خصوصًا في وقت تحتاج فيه لندن إلى تعزيز علاقاتها مع واشنطن بعد توترات سابقة حول ملفات التعاون الاستخباراتي بين البلدين.

إخفاقات الماضي تفتح الباب أمام التغيير

إقالة لورد ماندلسون من منصب السفير البريطاني في واشنطن بعد تورطه في فضيحة أخلاقية شكلت صدمة كبيرة في الأوساط الدبلوماسية البريطانية، وهذه الإقالة تعزز من فرص مور، حيث ترى بعض الدوائر أن تعيين شخصية رصينة ذات سجل نظيف مثل مور قد يعيد الاعتبار لصورة السلك الدبلوماسي البريطاني، ويمنح لندن ثقة أكبر أمام حليفها الأمريكي.

تحديات في التعامل مع ترامب والإدارة الأمريكية

يبقى التحدي الأكبر أمام مور في حال تعيينه سفيرًا هو كيفية التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فترامب، المعروف بقراراته المفاجئة ومواقفه المتقلبة، يمثل معضلة لأي دبلوماسي. ومن هنا، سيكون على مور أن يوازن بين خبرته الاستخباراتية وقدرته على فهم تعقيدات الإدارة الأمريكية من جهة، وبين واجباته كدبلوماسي يسعى لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين من جهة أخرى.

دبلوماسية بريطانية في منعطف حساس

ترى التليجراف أن تعيين مور في هذا المنصب لن يكون مجرد خطوة شخصية، بل قرار استراتيجي يعكس توجهات لندن في المرحلة المقبلة، فبعد بريكست، تحاول بريطانيا تعزيز تحالفاتها مع الولايات المتحدة، ولا سيما في ملفات الدفاع والتجارة والطاقة. وفي هذا السياق، قد يكون مور هو الورقة الرابحة لضمان علاقات متوازنة ومستقرة مع إدارة واشنطن.

المشهد الأخير

يظل مستقبل ريتشارد مور مفتوحًا على جميع الاحتمالات، لكن المؤكد أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصيره، سواء بالانتقال من قيادة جهاز المخابرات إلى أروقة السفارة البريطانية في واشنطن، أو بطي صفحة مهنية طويلة كأحد أبرز الوجوه في السياسة الخارجية والاستخبارات البريطانية.

موضوعات متعلقة