الخميس 18 سبتمبر 2025 09:52 مـ 26 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”أغلقت منافذ الفساد... فدفعوا لها ثمنًا باهظًا!” — قصة أفتهان التي أغضبت العصابة وقتلوها!

الخميس 18 سبتمبر 2025 11:25 مـ 26 ربيع أول 1447 هـ
افتهان المشهري
افتهان المشهري

في شهادة مدوية كشفت تفاصيل مروعة خلف اغتيال الأستاذة أفتهان المشهري، مديرة مكتب النظافة في محافظة تعز، تحدث الناشط الحقوقي والسياسي عبدالرحمن النويرة، مُحمّلاً "عصابات الفساد" في المحافظة المسؤولية الكاملة عن الجريمة، واصفًا إياها بأنها "جريمة مُخطَّط لها، وليست عملًا فرديًا أو عابراً".

216.73.216.103

وقال النويرة في تصريحات خاصة:

"البعض يتساءل: طيب، ليش قتلوها؟... ليش؟!
أنا أختصر لكم الإجابة: قبل أن تتولى الأستاذة أفتهان المشهري إدارة مكتب النظافة في تعز، كان هناك نافذون متعودون على تقاسم إيرادات المكتب مع شبكة من الفاسدين، وكانت رائحة القمامة في شوارع تعز تصل حتى عدن بسبب الإهمال المتعمد والتراكم غير المسبوق للنفايات... لكن الأهم من كل هذا – حسب ما يُقال – أن المخصصات المالية كانت تصل بانتظام لـ'العصـ.اـبات'، وهي جزء لا يتجزأ من تركيبة النظام هناك".

وأضاف النويرة مُشيدًا بشجاعة الضحية:

"جاءت الأستاذة أفتهان بكل شجاعة، وأغلقت كل منافذ الفساد والحنفيات، وقالت بوضوح: 'إيرادات النظافة للنظافة وبس'.
اشترت معدات ثقيلة، حسّنت مستوى النظافة في المدينة، شجّرت الشوارع، كرّمت موظفي النظافة، وصرفت إكراميات للعمال...
وببساطة: عملت يا شعب، فسكت النافذون... في البداية".

وتابع مُستعرضًا مراحل التصعيد ضدها:

"بالطبع لم يسكتوا طويلاً. بدأوا بتهديداتها، ثم اقتحموا مكتبها، وطردوا الموظفين، وعملوا 'عمايل' لإرباك عملها، بينما كانت الدولة – كما يقول – 'راااااقدة'، لا تتحرك، ولا تحمي، ولا تسأل".

وأشار النويرة إلى أن الضغوط وصلت حد المطالبة بالمشاركة في الفساد:

"قالوا لها المسؤولون هناك: 'ليش ما تقاسمي الإيرادات مثل البقية؟'
لكنهم هم أنفسهم – كما يؤكد – جزء من العصابة!
هم المتضررون الأكبر، لأنها رفضت دفع أي 'إتاوات فساد' لأي طرف، وكل شيء عندها كان شفافية وعملًا نظيفًا... وهذا ما لا يُحتمل في دوائر الفساد".

واختتم النويرة شهادته بتأبين مؤثر للضحية، وتحذير من محاولة اختزال الجريمة:

"المرأة الشجاعة لم تهتز، ولم تتراجع، ظنّت – ببراءة – أن الموضوع لن يصل للكتل السياسية، وأن هناك دولة يمكن أن تحميها...
للأسف، قدمت روحها ودمها من أجل مبادئها، وهي مبادئ مستحيل أن تخونها أو تتراجع عنها".

وحذّر من محاولة تضليل الرأي العام:

"الآن، ينشر البعض صور 'القاتل' المُعتقل على أساس أن القضية انتهت بمجرد القبض عليه... وهذا بالضبط ما تريده العـ.ـصابة هناك!
ذلك القاتل مجرد واجهة، وربما 'كبش فداء'، بينما الهوامير الحقيقيون – من مسؤولين ونافذين – ما زالوا طلقاء".

وختم برسالة واضحة للسلطة والمجتمع:

"إذا لم يُلقَ القبض على العصابة كاملة – من أكبر مسؤول متهاون في قضية الاعتداءات السابقة عليها، وحتى اليوم – فكل ما يجري هو مسرحية...
والجريمة لن تُطوى إلا بكشف كل المتورطين، وتقديمهم للعدالة، وإلا فدم أفتهان سيكون مجرد رقم في سجل الجرائم التي تُدفن تحت غبار الإفلات من العقاب".

خلفية:
كانت الأستاذة أفتهان المشهري، مديرة مكتب النظافة في تعز، قد تعرضت لمحاولة اغتيال ناجحة في ظروف غامضة، بعد أشهر من توليها المنصب وتنفيذها إصلاحات جذرية أزعجت شبكات فساد متجذرة. ولاقت جهودها استحسانًا شعبيًا واسعًا، لكنها واجهت تهديدات متكررة لم تُحرّك لها الجهات الرسمية ساكنًا.

ردود فعل:
تباينت ردود الفعل بين من يطالب بالقصاص العاجل، وبين من يرى أن القضية أعمق من مجرم فرد، وأنها تمثل معركة بين الفساد والإصلاح في مؤسسات الدولة اليمنية المنهكة.

موضوعات متعلقة