سعر النفط يتراجع بسبب مخاوف فائض الإمدادات العالمية

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا اليوم الجمعة، وسط تصاعد المخاوف من فائض الإمدادات وتباطؤ الطلب العالمي، ما أضعف تأثير خفض أسعار الفائدة الأمريكية الذي كان من شأنه دعم الاستهلاك.
216.73.216.118
وانخفض خام برنت بنسبة 1.44% ليصل إلى 66.47 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.13% ليسجل 62.85 دولارًا للبرميل. ورغم هذا التراجع، لا تزال الأسعار تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية للمرة الثانية على التوالي.
ويرى خبراء أن السوق تواجه ضغوطًا متعددة، أبرزها استمرار قوة الإمدادات، وتراجع تخفيضات الإنتاج من قبل منظمة أوبك، إضافة إلى استمرار تدفق الصادرات الروسية دون تأثر يُذكر.
وفي الوقت ذاته، خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، في خطوة تهدف إلى تحفيز الاقتصاد، إلا أن مؤشرات ضعف سوق العمل وتراجع بناء المساكن أثارت شكوكًا حول قدرة هذه الخطوة على دعم الطلب على الطاقة.
وتشير بريانكا ساشديفا، محللة الأسواق في "فيليب نوفا"، إلى أن السوق باتت محاصرة بين توقعات متفائلة بشأن السياسة النقدية ومخاوف حقيقية من ضعف الطلب، خاصة مع دخول موسم صيانة المصافي الذي يقلص من استهلاك الخام.
كما ساهمت بيانات ارتفاع مخزونات نواتج التقطير الأمريكية بمقدار 4 ملايين برميل في تعزيز القلق بشأن الطلب المحلي، في وقت تظهر فيه علامات تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط عالميًا.
ويؤكد المحلل تاماس فارجا أن التباين في أداء الاقتصاد الأمريكي، بين استفادة الشركات من تخفيف القيود التنظيمية ومعاناة المستهلكين من الرسوم الجمركية، يحد من قدرة السوق على تحقيق انتعاش مستدام في أسعار النفط.
فى ظل هذه المعطيات، تبقى أسواق النفط العالمية رهينة لتوازن هش بين العوامل الاقتصادية والسياسية، حيث تتقاطع تأثيرات السياسات النقدية مع تحديات الإمدادات وتذبذب الطلب. وبينما يترقب المستثمرون إشارات أوضح من البنوك المركزية ووكالات الطاقة، تظل الأسعار عرضة للتقلبات في المدى القريب، وسط ترقب لمستجدات السوق العالمية ومؤشرات التعافي الاقتصادي.
أقراأيضا:ترمب يفتح صفحة جديدة مع بكين.. زيارة مرتقبة للصين مطلع 2026 | المشهد اليمني