أوروبا تضغط على ترمب لاعتماد خطة ما بعد صراع غزة

في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، وبلوغ عدد الضحايا أكثر من 65 ألف قتيل بحسب وزارة الصحة في غزة، تتصاعد الضغوط الأوروبية على الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاعتماد خطة دولية شاملة لما بعد الحرب، تضمن ترتيبات سياسية وأمنية مستدامة، وتضع حدًا لأحد أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط.
مبادرة أوروبية متعددة الأطراف
216.73.216.39
تقود بريطانيا وفرنسا جهودًا دبلوماسية مكثفة، بدعم من ألمانيا وإيطاليا، لطرح خطة تتضمن ثمانية مبادئ رئيسية، أبرزها:
-
نشر قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة تحت مظلة الأمم المتحدة.
-
نزع سلاح حركة "حماس" ونفي كبار قادتها.
-
استبعاد الحركة من أي حكم مستقبلي للقطاع.
-
تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة لإدارة غزة بدعم من السلطة الفلسطينية.
-
دعم حل الدولتين كإطار شرعي للتسوية السياسية.
وتسعى الدول الأوروبية إلى دمج هذه المبادئ ضمن رؤية توافقية تجمع بين خطة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وخطة جاريد كوشنر، والخطة العربية، بما يضمن قبولًا دوليًا وإقليميًا.
رفض أميركي سابق ومواقف أوروبية غاضبة
وكان ترمب قد طرح سابقًا خطة مثيرة للجدل تهدف إلى تهجير سكان غزة قسرًا، ما أثار موجة انتقادات أوروبية حادة:
-
المستشار الألماني أولاف شولتس وصفها بأنها "فضيحة وتعبير فظيع".
-
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكد أن "أهل غزة يجب أن يعودوا إلى ديارهم".
-
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز شدد على أن "غزة أرض للفلسطينيين ويجب أن تبقى كذلك".
هذه التصريحات تعكس رفضًا قاطعًا لأي حلول لا تحترم الحقوق الفلسطينية أو تتعارض مع القانون الدولي.
هل تنجح أوروبا في كسر الجمود؟
يرى الدكتور نادر العوضي، الباحث في العلاقات الدولية، أن "الضغط الأوروبي على واشنطن يعكس إدراكًا متزايدًا بأن استمرار الحرب في غزة دون خطة سياسية واضحة سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، ويقوض مصداقية الغرب في دعم الحلول السلمية".
ويضيف أن "ترمب يواجه معادلة صعبة بين دعم الحليف الإسرائيلي، والضغوط الدولية المتزايدة لتبني موقف أكثر توازنًا"، مشيرًا إلى أن "القبول بخطة ما بعد الحرب قد يكون مخرجًا دبلوماسيًا يرضي الأطراف دون أن يُفسر على أنه تراجع سياسي".
في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وتزايد الدعوات الدولية لوقف القتال، تبدو أوروبا مصممة على دفع واشنطن نحو تبني خطة شاملة تضمن الأمن والاستقرار، وتحترم الحقوق الفلسطينية. وبين المبادرات المتنافسة، والمواقف المتباينة، يبقى مستقبل غزة مرهونًا بقدرة المجتمع الدولي على تجاوز الحسابات الضيقة، والانتقال من إدارة الأزمة إلى بناء السلام.
أقراأيضا:الصين تتحول إلى خازن الذهب العالمي.. خطوة استراتيجية للأسواق | المشهد اليمني