سفير اليمن في عُمان يستقبل رحّالة يمنيين بعد رحلة تراثية على ظهور الإبل تجسّد عمق الروابط الأخوية بين البلدين

استقبل سفير الجمهورية اليمنية لدى سلطنة عُمان، الدكتور خالد بن شطيف، اليوم، مجموعة من الرحّالة اليمنيين الذين وصلوا إلى أرض السلطنة بعد رحلة تراثية استثنائية قطعوها على ظهور الإبل، في مبادرة رمزية تحمل في طيّاتها معاني الأصالة، وتعكس عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين اليمني والعُماني.
216.73.216.165
وتأتي هذه الرحلة، التي امتدت عبر مسافات شاسعة من الصحراء والجبال، كتعبير حي عن الإرادة الصلبة للحفاظ على التراث البدوي العريق، وتأكيد على أن الروابط بين البلدين الشقيقين لا تقتصر على التعاون السياسي والاقتصادي، بل تمتد جذورها في التاريخ المشترك، والعادات والتقاليد المتشابهة، والقيم الإنسانية المشتركة.
وفي كلمته خلال اللقاء، أشاد السفير خالد بن شطيف بالمبادرة، واصفًا إياها بأنها "ليست مجرد عبور للمسافات على الرمال، بل رسالة حية من قلب التراث اليمني الأصيل"، مُؤكّدًا أن مثل هذه المبادرات تُسهم بشكل فاعل في تجديد الذاكرة الجماعية، وتعزيز أواصر الأخوّة التي تجمع بين اليمن وعُمان منذ قرون. وقال: "إن ما قام به هؤلاء الرحّالة يُجسّد روح العزيمة والإصرار، ويُذكّرنا بأهمية الحفاظ على إرثنا الثقافي ونقله للأجيال القادمة بفخر واعتزاز".
وأضاف السفير أن سلطنة عُمان، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، تُعد دائمًا حاضنةً للتراث العربي الأصيل، وداعمةً لكل مبادرة تُعزّز التفاهم والتعاون بين الشعوب العربية، مشيرًا إلى أن استقبال هذه المجموعة من الرحّالة في أرض عُمان يعكس التقدير العماني للتراث اليمني، ويدلّ على عمق العلاقات الثنائية التي تزداد رسوخًا يومًا بعد يوم.
من جهتهم، عبّر الرحّالة اليمنيون عن فخرهم الكبير بوصولهم إلى سلطنة عُمان، مشيرين إلى أن رحلتهم كانت تحديًا شخصيًّا وجماعيًّا في آنٍ واحد، هدفه إحياء الذاكرة البدوية، وإبراز قيم الصبر، والصمود، والتواصل الإنساني التي كانت سائدة في العصور الماضية. وقال أحد أفراد المجموعة: "لقد سلكنا دروب الأجداد، وركبنا إبلنا كما كانوا يفعلون، لنقول للعالم إن تراثنا لا يزال حيًّا، وإن روابطنا مع إخوتنا في عُمان أعمق من أن تُحدّها المسافات أو الظروف".
وأكد الرحّالة أن التواصل الثقافي بين اليمن وعُمان يمتد عبر قرون من التفاعل الحضاري، مشيرين إلى أن هذه الرحلة تأتي في سياق أوسع يهدف إلى بناء جسور ثقافية جديدة، وتشجيع الشباب على استكشاف جذورهم، والانخراط في مبادرات تحافظ على الهوية العربية الأصيلة.
يُذكر أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة الثقافية والتراثية التي يُطلقها شباب يمنيون بهدف إحياء التراث البدوي، وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب العربية، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى ترسيخ قيم التفاهم والتعاون في مواجهة التحديات المعاصرة.