حادث مأساوي في صنعاء: وفاة ثلاثة شبان اختناقًا بأبخرة بترولية داخل خزان محطة وقود قيد الإنشاء

شهدت محافظة صنعاء، صباح اليوم، حادثة مروّعة أثارت موجة من الحزن والصدمة في أوساط المجتمع المحلي، بعد أن لَقِيَ ثلاثة شبان من أبناء قبيلة خولان الطيال مصرعهم اختناقًا جراء استنشاقهم أبخرة بترولية سامة أثناء قيامهم بأعمال صيانة داخل خزان تابع لمحطة وقود قيد الإنشاء، تقع في المنطقة الجنوبية من العاصمة.
216.73.216.58
وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن الحادث المفجع وقع حين نزل أحد العمال إلى داخل الخزان المغلق دون اتخاذ أدنى إجراءات السلامة المهنية، ليُصاب فورًا باختناق حاد نتيجة تراكم الغازات السامة الناتجة عن بقايا الوقود داخل الخزان. وفي مشهد يعكس تضامنًا إنسانيًّا لكنه انتهى بمأساة، سارع زميلاه إلى النزول خلفه على التوالي في محاولة يائسة لإنقاذه، إلا أن الغازات السامة لم تُمهلهم، فتعرضوا جميعًا لنفس المصير، وفارق الثلاثة الحياة في موقع الحادث قبل وصول أي فرق إنقاذ.
وأشارت المصادر إلى أن جهود الإنقاذ التي بُذلت لاحقًا من قبل فرق الدفاع المدني والجهات المختصة لم تُجدِ نفعًا، إذ كان الموت قد سبقهم إلى مكان الحادث، ما جعل الجثث تُنتشل دون أي أمل في إنعاش الضحايا. وانتشر خبر الوفاة كالنار في الهشيم، مُحدثًا صدمة عميقة بين أهالي المنطقة، الذين تجمّعوا أمام موقع الحادث، مُعبّرين عن حزنهم العميق وغضبهم من غياب أبسط معايير السلامة في مواقع العمل.
ويُعدّ هذا الحادث المأساوي تذكيرًا صارخًا بمخاطر العمل في البيئات المغلقة، لا سيما الخزانات والأنفاق والآبار التي قد تحتوي على غازات قاتلة مثل أول أكسيد الكربون أو أبخرة الهيدروكربونات، والتي لا يمكن اكتشافها بالعين المجردة ولا تُشعر العامل بأعراضها حتى فوات الأوان. وغالبًا ما تنتهي مثل هذه الحوادث بخسائر بشرية فادحة، خصوصًا حين يفتقر العمال إلى التدريب الكافي أو المعدات الواقية، أو حين تُهمَل تعليمات السلامة الأساسية.
ويطالب ناشطون ومتخصصون في السلامة المهنية بضرورة فتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادث، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن الإشراف على موقع العمل، مُشدّدين على أهمية تطبيق معايير السلامة الصارمة في جميع مشاريع البنية التحتية، خاصة تلك التي تتطلب العمل في أماكن مغلقة أو خطرة. كما دعوا إلى توعية العمال بمخاطر بيئات العمل غير الآمنة، وتوفير معدات الحماية الشخصية، وتدريبهم على إجراءات الطوارئ لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث الإنسانية.
وفي ظل الحداد الذي يعمّ أسر الضحايا وأبناء قبيلتهم، يبقى هذا الحادث الأليم شاهدًا على غياب ثقافة السلامة المهنية، ونداءً ملحًّا لتفعيل القوانين واللوائح التي تحمي حياة العمال، وتضمن لهم بيئة عمل آمنة بعيدًا عن الموت البطيء أو المفاجئ.