الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 12:11 مـ 15 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

القلب لا يفرّق بين الحزن والفرح.. كيف تؤثر مشاعرنا العميقة على هذا العضو الحيوي؟

الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 12:47 مـ 15 ربيع آخر 1447 هـ
القلب لا يفرّق بين الحزن والفرح
القلب لا يفرّق بين الحزن والفرح

رغم صلابته ودوره المحوري في إبقاء الحياة نابضة، يظل القلب عضوًا حساسًا يتأثر بأكثر مما نعتقد، فالأمراض القلبية لم تعد ترتبط فقط بالتدخين، الكوليسترول، أو السمنة، بل دخلت المشاعر القوية على خط التأثير، سواء كان الحزن العميق أو الفرح الشديد، فقد ينهار القلب تحت ضغط العاطفة، بحسب دراسة نُشرت في مجلة JACC Heart Failure التابعة للكلية الأمريكية لأمراض القلب.

عندما يُصاب القلب بالصدمة.. من الحب أو الحزن.

216.73.216.55

سلطت الدراسة الضوء على حالتين متناقضتين ظاهريًا، لكن لهما التأثير ذاته على القلب:

  • متلازمة القلب المكسور (Broken Heart Syndrome)

  • متلازمة القلب السعيد (Happy Heart Syndrome)

ورغم اختلاف المشاعر التي تسببهما – حزن مرير مقابل فرح عارم – إلا أن النتيجة واحدة: خلل مفاجئ ومؤقت في قدرة القلب على الانقباض، خاصة في البطين الأيسر.

أولًا: متلازمة القلب المكسور (تاكوتسوبو)

تُعرف طبيًا باسم Takotsubo Cardiomyopathy، وتم التعرف عليها لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي. تظهر عادةً بعد تجربة عاطفية قاسية، مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض لصدمة نفسية قوية.

أبرز أعراضها:

  • ألم مفاجئ وحاد في الصدر

  • صعوبة في التنفس

  • خفقان أو اضطراب في ضربات القلب

  • دوخة أو إغماء

  • ضعف وإرهاق شديدان

غالبًا ما يتم تشخيصها خطأً على أنها أزمة قلبية، نظراً لتشابه الأعراض، رغم أنها لا تتسبب بانسداد الشرايين.

ثانيًا: متلازمة القلب السعيد

ورغم غرابته، فإن الفرح المفرط قد يترك نفس الأثر. المناسبات السعيدة مثل الزواج، قدوم مولود، أو تلقي خبر سار جدًا يمكن أن تؤدي إلى ما يشبه "تشنج عضلي" في القلب، مسببًا أعراضًا شبيهة بالحزن العميق.

أبرز الأعراض:

  • خفقان سريع وغير معتاد

  • ضيق تنفس عند بذل مجهود بسيط

  • ألم ضاغط في الصدر

  • شعور بالدوار أو فقدان التوازن

  • تعب مفاجئ وغير مبرر رغم المشاعر الإيجابية

ما الذي يحدث فعليًا داخل القلب؟

يرجع السبب في كلتا الحالتين إلى اندفاع مفاجئ لهرمونات التوتر (مثل الأدرينالين والكاتيكولامينات)، والتي تؤثر مباشرة على عضلة القلب، فتؤدي إلى قصور مؤقت في وظيفته. رغم أن هذا الخلل عادة ما يكون قابلًا للعلاج ولا يُسبب أضرارًا دائمة، إلا أنه قد يؤدي في بعض الحالات إلى هبوط حاد في الدورة الدموية أو الإغماء.

كيف نحمي قلوبنا من تقلبات مشاعرنا؟

العاطفة ليست عدوًا، لكنها إذا تجاوزت حدود الاتزان، قد تُنهك القلب. لذلك إليك مجموعة من النصائح العلمية للوقاية:

التحكم في التوتر: عبر التأمل، تمارين التنفس العميق، اليوجا أو المشي الهادئ.

التوازن العاطفي: لا تبالغ في الفرح ولا تغرق في الحزن. استقبل الأحداث بتدرج وهدوء.

الدعم النفسي: لا تتردد في التحدث مع أصدقاء تثق بهم أو استشارة معالج نفسي عند المرور بحدث صادم.

النشاط البدني المنتظم: رياضة خفيفة مثل المشي، السباحة أو ركوب الدراجة تحسن مقاومة القلب للضغوط.

النوم الكافي: تحسين جودة النوم يُقلل إفراز هرمونات التوتر، ويُعزز مناعة القلب.

القلب لا يفرّق بين "فرح زائد" و"حزن شديد"، فهو يتعامل مع المشاعر القوية كضغوط بيولوجية تؤثرعلى أدائه، ومع أن متلازمتا القلب المكسور والسعيد نادرتان نسبيًا، إلا أن فهمهما يعزز الوعي بأهمية الصحة العاطفية والنفسية كجزء لا يتجزأ من صحة القلب.