”خولان يا عصابة رأسي!” – مقتل شيخ يمني يُفضح انهيار قبلي

في حادثة أثارت صدمة واسعة في الأوساط القبلية والسياسية اليمنية، كشف الخبير العسكري محمد الكميم عن تفاصيل مروّعة لمقتل الشيخ أحمد هادي الأشول الخولاني، مشيرًا إلى أن الضحية لم يُقتل برصاص الحوثيين فحسب، بل "قُتل مرتين": الأولى حين تخلّت عنه قبيلته، والثانية حين صمت من كان يُفترض أن يكونوا سنده في لحظة عُنفٍ مروّع.
216.73.216.144
وقال الكميم في تصريحات خاصة: "الشيخ الأشول لم يُقتل لأنه مجرم أو متمرّد، بل لأنه تجرّأ على المطالبة بإطلاق سراح ابنه المختطف منذ ست سنوات بتهمة ملفقة".
وأضاف أن الراحل، أحد أبرز وجوه قبيلة خولان، تعرض قبل أيام من اغتياله لهجوم مسلح استهدف منزله، دُمّرت خلاله ممتلكاته، وعانت عائلته من حالة رعبٍ لا تُطاق، قبل أن يُقتل بدم بارد أمام باب داره، وعيناه تراقبان نسائه وأطفاله، وهو يصرخ مستغيثًا: "خولان يا عصابة رأسي!" — صرخةٌ، وفق الكميم، "دوّت في الفضاء ولم تجد من يجيبها".
ووصف الكميم ما حدث بأنه "انهيار غير مسبوق في منظومة القيم القبلية اليمنية"، مؤكدًا أن عبدالباسط الهادي، الذي ينتحل صفة محافظ صنعاء الموالي للحوثيين، "استطاع أن يروّض خولان، ويشتري بعض مشايخها، ويهين أحرارها، ويحولها من قلعةٍ حصينة إلى قفصٍ يُدار بأوامر الجماعة". وأشار إلى أن الحوثيين نجحوا في السيطرة على قبائل "الطوق" — وهي القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء — عبر مزيجٍ من الإذلال والإغراء، حتى باتت "تتحرك بأوامرهم، وتقاتل من يشيرون إليه، وتصمت حين يأمرونها بالسكوت".
واعتبر الكميم أن مقتل الشيخ الأشول بهذه الطريقة، دون أن تنتفض له قبيلته أو تطالب بثأره، يمثل "عارًا قبليًا" سيظل وصمةً سوداء في تاريخ خولان، التي كانت تُعرف عبر العصور بصلابة موقفها وتماسكها العشائري. وقال: "أن يُقتل رجلٌ من أبرز رجال القبيلة أمام بيته، وسط صمتٍ مطبق من أهله وعشيرته، فهذا ليس مجرد خيانة للرجل، بل خيانة للتاريخ والهوية".
وختم الكميم دعوته بنداءٍ حارّ موجّه إلى أبناء خولان وقبائل الطوق:
"عودوا إلى أنفسكم قبل أن تُمحى أسماؤكم من ذاكرة التاريخ، وتُكتبوا في سجلات اليمن كقبائل خانت رجالها وصمتت على ذلّها. الشيخ الأشول قُتل وهو يقول: 'خولان يا عصابة رأسي!'... فهل ما زالت خولان عصابة رأسٍ لأحد، أم صارت عصابة رقبةٍ في يد السلالة؟"
الحادثة، التي تأتي في سياق تصاعد التوترات بين الحوثيين وبعض القبائل المحيطة بصنعاء، تطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل البنية القبلية في اليمن، وقدرتها على الصمود أمام سياسات التفكيك والهيمنة التي تنتهجها جماعة الحوثي، لا بالسلاح فحسب، بل بالانقسام والرشوة والتخويف.