الأربعاء 15 أكتوبر 2025 11:25 مـ 23 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”انشقاق جديد يهزّ الحوثيين: قيادي عسكري يعود للشرعية بـ”بيان أخلاقي”

الخميس 16 أكتوبر 2025 12:07 صـ 24 ربيع آخر 1447 هـ
القيادي الحوثي
القيادي الحوثي

عاد القيادي العسكري المنشق عن جماعة الحوثي، العميد صلاح مقبل الصلاحي، إلى الظهور العلني مجددًا، عبر منشورٍ نشره على صفحته الرسمية في فيسبوك، تناول فيه "مكارم الأخلاق عند العرب"، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها "مراجعَة أخلاقية" ضمنية لمسيرته السابقة داخل صفوف الجماعة الانقلابية.

وفي منشوره، الذي لاقى تفاعلًا واسعًا بين المتابعين والنشطاء، استعرض الصلاحي عشر صفاتٍ يرى أنها تُجسّد جوهر الأخلاق العربية الأصيلة، مُرتبًا إياها على النحو التالي:
١- الصدق
٢- الوفاء بالوعد
٣- الأمانة عند الائتمان
٤- مداراة الناس
٥- المكافأة بالصنائع (رد الجميل)
٦- إكرام الضيف
٧- حسن الجوار
٨- إغاثة الملهوف
٩- إجارة المستجير
١٠- الشجاعة والإقدام

وتأتي هذه العودة الإعلامية للصلاحي بعد تأكيدات متعددة عن انشقاقه الرسمي من جماعة الحوثي وانضمامه إلى القوات الحكومية الموالية للشرعية، في تحوّلٍ وصفه مقربون منه بأنه "قرار وطن وضمير"، مشيرين إلى أن الضغوط التي مارستها عليه قيادات حوثية بارزة من صعدة كانت السبب الحاسم في قراره بمغادرة الجماعة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الصلاحي – الذي يُعد من القيادات العسكرية البارزة التي كانت تُشرف على جبهات حساسة في شمال اليمن – واجه سلسلة من التضييقات التنظيمية والتهديدات الأمنية من قِبل مسؤولين حوثيين، بسبب مواقفه التي اعتبروها "غير متوافقة مع خط الجماعة".

ولفتت المصادر إلى أن العميد الصلاحي اختار في النهاية "العودة إلى صف الوطن"، كما وصفها مقرّبوه، مُفضّلًا الالتحاق بالمشروع الوطني على البقاء في كيانٍ يرى أنه انحرف عن القيم والمبادئ.

ويُنظر إلى نشر الصلاحي لقائمة "مكارم الأخلاق" كتعبير رمزي عن ندمٍ أو تقييمٍ ذاتي لمرحلةٍ مضت، خاصةً أن بعض البنود المذكورة – كالصدق، والوفاء، والأمانة، وردّ الجميل – تتناقض صراحةً مع سلوكياتٍ يُتهم الحوثيون بممارستها، كالغدر، والتنكّر للعهود، واستغلال الثقة.

ومن المتوقع أن يُحدث انشقاق الصلاحي، نظرًا لموقعه السابق وخبرته الميدانية، تأثيرًا ملموسًا على معنويات المقاتلين في صفوف الجماعة، لا سيما في المناطق التي كان يقود فيها عمليات عسكرية.

كما قد يُستخدم كـ"صوتٍ وطني" في الحملات الإعلامية الرامية إلى تشجيع المزيد من القيادات الحوثية على اتخاذ خطواتٍ مماثلة.

وحتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تُصدر جماعة الحوثي أي تعليقٍ رسمي على انشقاق الصلاحي أو منشوره الأخلاقي، بينما تداول ناشطون يمنيون المنشور بشكل واسع، معتبرين إياه "وثيقة ندمٍ كريمة" و"نداء ضميرٍ في زمن الغدر".