”نهبٌ تحت غطاء القضاء”... مليشيا الحوثي تُفجّر فضيحة جديدة باقتحام مقر شركة مهندس يمني بارز وسرقة محتوياتها

في تصعيد خطير يُعدّ الأحدث ضمن سلسلة الانتهاكات المتواصلة ضد رجال الأعمال والمستثمرين في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، اقتحم عناصر تابعون لجهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيا، في ساعةٍ متأخرة من ليل أمس، مقر شركة "ميدكس كونكت" في العاصمة صنعاء، وقاموا بنهب محتوياتها وأجهزتها التقنية بالكامل، رغم أن المقر كان مغلقًا قسرًا منذ عام 2023.
الشركة، التي يملكها المهندس عدنان الحرازي – مدير شركتي "برودجي سيستمز" و"ميدكس كونكت"، والمعتقل حاليًا في سجون المليشيا الحوثية – أصدرت بلاغًا رسميًا حمّلت فيه المليشيا الحوثية المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء، واصفة إياه بأنه "انتهاك صارخ للقانون، واعتداء سافر على الحقوق التجارية والملكية الخاصة".
من جهتها، أكدت السيدة ندى المؤيد، زوجة المهندس الحرازي، أن الحكم القضائي المطعون فيه – والذي يستند إليه الحوثيون لإغلاق شركة "برودجي سيستمز" – لا يشمل بأي حال شركة "ميدكس كونكت"، مشددة على أن ما جرى "استهداف شخصي واضح" لزوجها، يهدف إلى تدميره مهنيًا وماليًا، وتشويه سمعته كرائد أعمال يمني ناجح.
وأشارت المؤيد إلى أن الأسرة وفريق الدفاع القانوني قدّموا شكاوى رسمية إلى المحكمة والنائب العام ضد قرارات الإغلاق والمصادرة التعسفية التي طالت شركات زوجها، دون أن تلقى أي استجابة أو تحرك قضائي، مضيفة: "ما يحدث ليس سوى جريمة نهب منظم تُرتكب تحت غطاء القضاء، وتُدار بمنهجية انتقامية تهدف إلى تصفية حسابات شخصية".
ويُعدّ المهندس عدنان الحرازي من أبرز رواد قطاع التكنولوجيا والخدمات الصحية الرقمية في اليمن، وقد بُنيت شركتاه على مبادئ الشفافية والابتكار، وحقّقتا شراكات محلية ودولية قبل أن تتعرضا لحملة منسقة من التضييق والاعتقال والمصادرة منذ سيطرة المليشيا على العاصمة صنعاء.
ويُنظر إلى هذه الحادثة على نطاق واسع كمؤشرٍ جديد على تدهور مناخ الاستثمار والأمن القانوني في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث باتت الممتلكات الخاصة عرضة للنهب باسم "الإجراءات القضائية"، فيما يُحتجز أصحابها دون محاكمات عادلة أو ضمانات قانونية.