• الرئيسية
• المشهد الدولي

في أول تعليق له على التصعيد العسكري المتجدد في قطاع غزة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيبقى صامدًا، رغم موجة الغارات التي تشنها إسرائيل في القطاع، وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي بواشنطن:

“إسرائيل لديها الحق الكامل في الرد، ولا شيء سيعرض اتفاق وقف النار في غزة للخطر”.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، مؤكدًا أن حماس تشكل جزءًا صغيرًا من الصفقة الكبرى في الشرق الأوسط، في إشارة إلى رؤيته التي طرحها سابقًا لما يُعرف بـ “صفقة القرن”.

ترامب: إسرائيل تملك الحق في الرد وحماس تحت المراقبة

وأضاف ترامب بلهجة حاسمة:

“إذا لم تتصرف حماس بالشكل اللائق، فسيتم القضاء عليها تمامًا”، في تحذيرٍ وصفه مراقبون بأنه أشد لهجة من أي تصريح أمريكي سابق تجاه الحركة منذ بداية الأزمة.

غزة تحت القصف.. غارات إسرائيلية مكثفة ومشاهد مأساوية

بالتوازي مع تصريحات ترامب، تشهد مدن قطاع غزة تصعيدًا ميدانيًا واسعًا، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على أحياء سكنية ومناطق زراعية في مدينة غزة وشمال القطاع والمنطقة الوسطى وجنوب القطاع.

وأكدت مصادر فلسطينية أن الغارات أدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث تحت الأنقاض وسط انقطاع الكهرباء وندرة الوقود والمياه.

تصعيد في رفح ودير البلح.. واستهداف للنازحين

وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة، تزامنت مع قصف من البوارج الحربية باتجاه الساحل الجنوبي، كما أطلقت إسرائيل قنابل إنارة في سماء المدينة بالتزامن مع دخول شاحنات المساعدات عبر محور فيلادلفيا.

أما في وسط القطاع، فقد استهدفت الغارات مناطق دير البلح والنصيرات والزوايدة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين من عائلة البنا في حي الصبرة جنوب غزة، إضافة إلى إصابتين جراء قصف خيمة تؤوي نازحين غرب الزوايدة.

رسائل ترامب ورسائل النار.. هل يصمد اتفاق الهدنة؟

يرى مراقبون أن تصريحات ترامب تحمل رسالة مزدوجة لإسرائيل وحماس، مفادها أن الولايات المتحدة تريد الحفاظ على الهدوء في غزة، لكنها في الوقت نفسه لن تمنع إسرائيل من الرد العسكري متى أرادت.

ويعتقد محللون أن استمرار الغارات الإسرائيلية بهذا الشكل يهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بوساطة مصرية – قطرية، ما لم تتدخل الأطراف الدولية بشكل عاجل لوقف التصعيد وحماية المدنيين.

غزة بين نارين.. السياسة والدمار

تتأرجح غزة اليوم بين تصريحات سياسية دولية تدعو إلى التهدئة وواقعٍ ميداني يثقل كاهل المدنيين بالموت والدمار، وبينما يصرّ ترامب على أن “اتفاق وقف النار في غزة لن ينهار”، يرى أهالي القطاع أن الهدنة صارت حبرًا على ورق، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وتجاهل المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية المتفاقمة.