الخميس 30 أكتوبر 2025 12:52 صـ 9 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”لم يحملوا سلاحًا... فقط كتبوا الحقيقة! لماذا يُعتقل الصحفيون في اليمن الآن؟”

الخميس 30 أكتوبر 2025 01:02 صـ 9 جمادى أول 1447 هـ
الارياني وزيد
الارياني وزيد

في تطور يُنذر بتصاعد موجة القمع التي تنتهجها جماعة الحوثي ضد المُنتقدين، لا يزال مصير الصحفي ماجد زايد والكاتب أوراس الإرياني مجهولًا منذ أكثر من شهر، بعد اختفائهما القسري في أواخر سبتمبر/أيلول 2025، إثر اعتقالهما من قبل ميليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء.

وبحسب مصادر حقوقية ونقابية، جرى اختطاف زايد في 23 سبتمبر/أيلول، أثناء خروجه من مركز طبي في صنعاء، حيث كان يُتابع علاجه. ويعمل زايد كاتبًا ومحررًا في عدد من المنصات الإعلامية المستقلة داخل اليمن، أبرزها "نافذة اليمن"، و"الموقع بوست"، و"مدى برس"، ويُعرف بتحليلاته السياسية ودفاعه المستمر عن الحريات العامة.

وتأتي عملية الاعتقال بعد ساعات فقط من نشره منشورًا على صفحته في "فيسبوك" يحتفي فيه بذكرى ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962، التي أطاحت بالنظام الإمامي وأسست للجمهورية العربية اليمنية — مناسبة وطنية لا تعترف بها جماعة الحوثي، وتعتبرها "انقلابًا على الشرعية الدينية".

وفي تطور مرتبط، جرى اختطاف الكاتب أوراس الإرياني في 22 سبتمبر/أيلول، أي قبل يوم واحد من اعتقال زايد. ويُعرف الإرياني بأسلوبه الساخر والساخر أحيانًا، وكتاباته التي تنتقد الواقع السياسي والاجتماعي في مناطق سيطرة الحوثيين. ومنذ لحظة اختطافه، حُذفت صفحته الرسمية على فيسبوك، ولم يُسمَع عنه أي خبر، ما يثير مخاوف جدية حول سلامته الجسدية والنفسية.

"اعتقال بلا تهمة... وسِجن بلا محاكمة"

وأكدت نقابة الصحفيين اليمنيين أن الصحفيين المعتقلَين لم يُوجَّه إليهما أي اتهام رسمي، ولم يُقدَّما إلى أي جهة قضائية، مشيرة إلى أن احتجازهما يندرج ضمن سياسة منهجية لإسكات الأصوات المعارضة، خاصة في الفترات التي تسبق المناسبات الوطنية أو السياسية الحساسة.

وجاء في بيان صادر عن النقابة:

“احتجاز الصحفيين لمجرد آرائهم أو أنشطتهم المهنية يشكل انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير وحق الصحافة في أداء دورها المهني والرقابي، ويمثل خرقًا واضحًا للدستور اليمني والقوانين المحلية والاتفاقيات الدولية التي تكفل حرية الصحافة والرأي.”

دعوات دولية للإفراج الفوري

وفي سياق متصل، دعا الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ)، بالتنسيق مع النقابة اليمنية، إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن زايد والإرياني، بالإضافة إلى جميع الصحفيين المحتجزين تعسفيًا في مناطق سيطرة الحوثيين.

وقال أنطوني بيلانجي، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين:

“اختطاف الصحفي ماجد زايد والكاتب أوراس الإرياني يشكل اعتداءً صارخًا على المبادئ الأساسية لحرية التعبير وكرامة الإنسان. نطالب السلطات الأمر الواقع وجميع الجماعات المسلحة بالإفراج الفوري عنهما وعن جميع الصحفيين المعتقلين ظلمًا في البلاد.”

تصاعد القمع قبيل الذكرى الوطنية

وتشير تقارير حقوقية إلى أن جماعة الحوثي كثّفت حملات الاعتقال والترهيب في الأسابيع التي سبقت ذكرى 26 سبتمبر، مستهدفةً نشطاء، صحفيين، ومثقفين، في محاولة لفرض سردية تاريخية بديلة تتماشى مع أيديولوجيتها، وطمس الذاكرة الجماعية للجمهورية اليمنية.

ويُقدّر عدد الصحفيين والكتّاب المحتجزين حاليًا في سجون الحوثيين بأكثر من 20 شخصًا، بينهم من يقضون سنوات دون محاكمة، في ظروف إنسانية وصحية مزرية.

هل ستُسكت الأقلام قبل أن تُضيء الحقيقة؟

بينما تتوالى الدعوات الدولية، لا يزال الصمت الرسمي من جماعة الحوثي مطبقًا، فيما تزداد مخاوف العائلات والمنظمات الحقوقية على حياة المعتقلين.
هل سيُطلق سراح ماجد وأوراس قبل أن يتحول اختفائهما إلى مأساة دائمة؟
ومن سيكون الضحية التالية في قائمة القمع التي لا ترحم؟