الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 08:10 مـ 14 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

رحيل ديك تشيني.. مهندس حرب العراق وصاحب النفوذ الأوسع في تاريخ البيت الأبيض

الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 06:21 مـ 14 جمادى أول 1447 هـ
ديك تشيني
ديك تشيني

بمشهد يختتم فصلًا مهمًا من تاريخ السياسة الأمريكية، أعلنت عائلة ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وأبرز مهندسي الحرب على العراق، عن وفاته عن عمر ناهز 84 عامًا، وجاء الإعلان في بيان رسمي نقلته شبكة سي إن إن، مؤكدة أنه رحل محاطًا بزوجته لين تشيني وابنتيه ليزي وماري بعد معاناة مع مضاعفات الالتهاب الرئوي وأمراض القلب والأوعية الدموية.

من هو ديك تشيني؟

يُعد ديك تشيني واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة؛ فقد لعب دورًا مركزيًا في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر، وكان المهندس الأكبر لحرب العراق عام 2003، استنادًا إلى افتراضات خاطئة حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وهي الحرب التي غيرت ملامح المنطقة والولايات المتحدة سياسيًا وأمنيًا.

ديك تشيني وبوش

إرث سياسي لا يُنسى.. ونفوذ غير مسبوق

لم يكن تشيني مجرد نائب رئيس؛ بل كان نافذًا إلى حد وُصف معه بأنه الرئيس الظل داخل إدارة جورج بوش، تمتع بنفوذ واسع في ملفات الأمن القومي والدفاع والطاقة، واعتبره كثيرون القوة الدافعة خلف قرارات مصيرية هزت العالم، وعلى رأسها الغزو الأمريكي للعراق، الذي ما زال العالم يدفع ثمنه حتى اليوم.

قرارات ديك تشيني التاريخية

ورغم الضغوط والانتقادات الدولية، ظل تشيني يدافع عن قراراته حتى سنواته الأخيرة، مؤكدًا دائمًا أن الحرب كانت "ضرورة سياسية وأمنية"، في حين تصفها مؤسسات بحثية ودوائر سياسية بأنها أكبر خطأ استراتيجي في التاريخ الأمريكي الحديث.

مواجهة شرسة مع ترامب والجمهوريين الجدد

وفي السنوات الأخيرة، تحوّل تشيني إلى أحد أبرز المنتقدين داخل الحزب الجمهوري، رافضًا التوجهات الجديدة التي قادها الرئيس دونالد ترامب، ووصفه في تصريحات حادة بأنه "أكبر تهديد للجمهورية الأمريكية"، مضيفًا أن سياساته تفتقر إلى الشجاعة والمسؤولية، وهو ما أثار موجة جدل واسعة داخل الحزب.

رحيل ديك تشيني

لقد رحل ديك تشيني، لكن تأثيره ما زال حاضرًا بقوة في ملامح السياسة الأمريكية المعاصرة؛ إرث مثقل بقرارات حاسمة وحروب شكلت مستقبل دول وشعوب، ونزاعات داخلية لا تزال تمزق الحزب الجمهوري بين مدرسة قديمة وأخرى تولد من رحم الفوضى السياسية.

موضوعات متعلقة