• الرئيسية
• المشهد السعودي

شهد العسل السعودي خلال السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا جعله من أبرز المنتجات الزراعية في المملكة، إذ تحوّل من نشاط محدود في مناطق جبلية إلى صناعة متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني وتُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتُعد المملكة اليوم من أهم الدول المنتجة لأنواع العسل الفاخر الذي يجمع بين الجودة العالية والقيمة الغذائية المميزة.

مناطق غنية بالطبيعة تنتج أجود أنواع العسل

تتميز المملكة بتنوع بيئاتها الجغرافية، ما وفر بيئة مثالية لتربية النحل في مناطق مثل عسير، الباحة، جازان، الطائف، وحائل، وتحتضن هذه المناطق غطاءً نباتيًا غنيًا بالأزهار والرحيق الطبيعي الذي يشكل المصدر الرئيس لإنتاج العسل، ومن أشهر الأنواع التي تُنتج هناك: عسل السدر، الطلح، السمرة، والمجرى، حيث يتميز كل نوع بلونه الفريد وطعمه المميز وفوائده العلاجية العالية.

دعم حكومي يعزز استدامة قطاع النحل

حظي العسل السعودي بدعم مباشر من الحكومة عبر برنامج التنمية الريفية المستدامة “ريف السعودية” الذي ضخ أكثر من 140 مليون ريال في هذا القطاع، ليستفيد منه أكثر من 10,500 نحال في مختلف مناطق المملكة، كما تم تمويل 11 مشروعًا متخصصًا بأكثر من 100 مليون ريال لتوسيع الإنتاج وتحسين جودة العسل المحلي، مما يعزز من تنافسيته في الأسواق العالمية.

تصنيف العسل السعودي وأنواعه

وضعت الهيئة العامة للغذاء والدواء تصنيفات دقيقة للعسل المنتج في المملكة لضمان الجودة، تشمل: عسل الزهر أو الرحيق، عسل الندوة العسلية، العسل المفروز، العسل المضغوط، العسل المسال، والعسل المستخدم في الصناعات الغذائية والتجميلية، وتساعد هذه التصنيفات في رفع معايير الإنتاج وتشجيع النحالين على الالتزام بالمواصفات المعتمدة لضمان جودة المنتج النهائي.

مهرجانات ومعارض تروّج للمنتج المحلي

تُنظّم في مختلف مناطق المملكة مهرجانات ومعارض سنوية لتسويق العسل السعودي والتعريف بأنواعه، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وتساهم هذه الفعاليات في رفع وعي المستهلكين وزيادة الطلب المحلي والعالمي على العسل السعودي الذي أصبح يحمل علامة جودة تعكس أصالة المنتج وتميزه.

نحو مستقبل مستدام للعسل السعودي

يواصل قطاع العسل السعودي النمو بثبات بدعم من خطط التنمية الوطنية، ما يجعله أحد ركائز الأمن الغذائي ومصادر الدخل البديلة، ومع استمرار التوسع في تربية النحل وتحسين أساليب الإنتاج، يتجه العسل السعودي لأن يكون أحد أهم الصادرات الزراعية التي تمثل الهوية الطبيعية والاقتصادية للمملكة.