محافظ تعز: اغتيال إفتهان المشهري طعنة في قلب اليمن.. والدماء تزرع إرادة جديدة لحماية الحياة
وصف محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، اليوم الاثنين، جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، الشهيدة إفتهان المشهري، بأنها "طعنة في قلب كل أبناء تعز واليمن عامة"، مؤكداً أنها تمثل استمراراً لمسلسل اغتيال "النور والخير" في وطن يصارع من أجل السلام.
جاء ذلك في كلمة مؤثرة ألقاها المحافظ خلال فعالية تأبينية حاشدة، أقيمت بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهادها، بحضور رسمي وشعبي واسع، عكست عمق الجرح الذي تركته الجريمة في نفوس اليمنيين.
شهيدة الخدمة العامة
وقال شمسان في خطابه، إن الشهيدة إفتهان "كانت مثالاً للمرأة اليمنية المكافحة التي حملت على عاتقها همّ النظافة والنظام والجمال في مدينة أرهقتها الحرب". وأضاف أن دمها الطاهر "صار نداءً لنا جميعاً بأن نحافظ على هذه المدينة، وألا نتركها نهباً للخوف أو الظلم"، مشيراً إلى أن "من دموع والديها وأبنائها وإخوتها تولدت فينا إرادة جديدة تحمي الحياة من عبث الموت".
تكريم رئاسي وقرارات تخليد
وكشف المحافظ عن أن مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي، أصدر قراراً بتكريم الشهيدة بمنحها "وسام الواجب" تقديراً لنزاهتها وتفانيها في عملها. واعتبر شمسان أن "هذا التكريم هو وسام لكل امرأة يمنية شجاعة تؤدي رسالتها بصمت وشرف، ووفاء لتضحيات المرأة اليمنية في ميادين العمل والخدمة العامة".
ولتخليد ذكراها، أشار المحافظ إلى تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس، والتي تضمنت إقرار جائزة سنوية باسم "الشهيدة إفتهان المشهري" تُمنح للموظف المثالي، وإعلان يوم استشهادها يوماً للنظافة والمبادرات المجتمعية، بالإضافة إلى تسمية الشارع الذي ارتكبت فيه الجريمة باسم "شارع الشهيدة إفتهان المشهري".
مسؤولية وطنية وملاحقة الجناة
وأكد شمسان أن الدولة تعاملت مع قضية اغتيال الشهيدة المشهري، وكذلك قضية الطالب حسين الصوفي، منذ اللحظة الأولى "باعتبارهما مسؤولية وطنية وأخلاقية". ولفت إلى أن الرئاسة أشرفت شخصياً على الحملة الأمنية التي أدت إلى القبض على المتورطين الرئيسيين في الجريمة، والبدء بالتحقيقات أمام النيابة الجزائية لإنصافها وردع المجرمين.
اتهام المليشيات بالوقوف وراء الفوضى
وحول أصل هذه الجرائم، حمّل المحافظ المسؤولية لـ"سلوك دخيل على تعز وغريب عن قيمها"، مشيراً بقوة إلى أن "هذه الثقافة التي تحملها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، هي التي تغذي الفوضى والدمار في المجتمع، وتشجع على التعدي على حياة النساء والأطفال".
صوت الحق لا يُغتال
من جهته، ناشد شقيق الشهيدة، زيد محمد المشهري، في كلمة له خلال الفعالية، مؤكداً أن "أبناء تعز ودّعوا شقيقتهم في مشهد مهيب، وصوت الحق لا يُغتال". وقال بثقة: "دم إفتهان دم يمني، وقضيتها قضية وطن بأكمله، تتجاوز الجغرافيا والانتماءات".
وشدد على تمسك أسرته بالمسار القانوني لتحقيق العدالة، معرباً عن رفضهم القاطع لأي محاولة لتسييس القضية أو استغلالها حزبياً أو مناطقياً. ووجّه شكره وتقديره لكل من وقف إلى جانب أسرتهم، وفي مقدمتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ومحافظ تعز، وأبناء المحافظة كافة.
وتُعد الشهيدة إفتهان المشهري، التي خلدت اسمها بدمها الطاهر ورسالتها الخالدة، نموذجاً حياً للمرأة اليمنية المخلصة في العمل العام، ورمزاً للنزاهة والمواقف الوطنية الصلبة التي ستظل منارة للأجيال القادمة في خدمة الوطن.













