عد عقد من الاحتجاز.. هانيبال القذافي حراً في أول ظهور علني له في بيروت
وثّقت مجموعة صور أول ظهور لهانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، مساء الإثنين، عقب قرار القضاء اللبناني الإفراج عنه بعد نحو عشر سنوات من الاحتجاز المتعلق بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر.
وأظهرت الصور التي انتشرت على نطاق واسع، هانيبال القذافي وهو يغادر مكان احتجازه، يرتدي ملابس سوداء أنيقة ونظارات شمسية، ويبدو هادئًا ومتماسكًا، حيث كان يقف بجانب فريقه القانوني وعدد من المرافقين الأمنيين، في مشهد يختتم فصلًا طويلًا ومعقدًا من حياته في لبنان.
تفاصيل الإفراج وظروفه القضائية
جاء الإفراج عن هانيبال القذافي بعد قرار قضائي بإخلاء سبيله مقابل كفالة مالية قدرها 900 ألف دولار أمريكي، وهو ما يمثل تخفيضًا كبيرًا عن الكفالة الأولية التي كانت حددت بمبلغ 11 مليون دولار. وقد سبق هذا القرار، رفع حظر السفر المفروض عليه قبل أيام قليلة، مما مهّد الطريق لمغادرته الأراضي اللبنانية.
يُعدّ هذا التطور الذروة لمعركة قانونية طويلة خاضها فريق الدفاع عن القذافي، الذي سعى مرارًا وتكرارًا للحصول على إطلاق سراحه، مؤكدًا عدم وجود أي دليل يربطه مباشرة بالقضية التي كان محتجزًا على خلفيتها.
خلفية القضية: اختطاف وملف شائك
لم يكن احتجاز هانيبال القذافي نتيجة لعملية أمنية رسمية في البداية، بل جاء بعد أن تم اختطافه من قبل ميليشيا لبنانية في ديسمبر 2015، ثم سلمته إلى السلطات اللبنانية. منذ ذلك الحين، ظل رهن الاحتجاز في إطار التحقيق في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفاقه، الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين، خلال زيارة رسمية إلى ليبيا عام 1978.
ورغم أن هانيبال لم يكن قد ولد وقت وقوع الأحداث، إلا أن اسمه واسم عائلته ارتبطا بالملف الذي ظل يلقي بظلاله ثقيلة على العلاقات اللبنانية الليبية لعقود.
واجهت عائلة القذافي،زعيم ليبيا الراحل معمر القذافي، اتهامات بالمسؤولية عن اختفاء الإمام الصدر، وهو ما نفته القيادة الليبية سابقًا باستمرار.
المستقبل المجهول ومغادرة لبنان
وبعد إخلاء سبيله، أفاد مصدر مقرب من فريق الدفاع عن هانيبال القذافي بأنه من المقرر أن يغادر لبنان "في أقرب وقت ممكن" متجهًا إلى جهة لم يُعلن عنها، وذلك لضمان سلامته وبدء صفحة جديدة.
وتأتي مغادرته هذه لتضع نهاية لملف مثير للجدل في الساحة اللبنانية، لكنها تترك وراءها أسئلة عالقة حول مصير الإمام موسى الصدر، الذي لا يزال قضيته تُعد من أبرز الملفات العالقة في تاريخ لبنان الحديث، ورمزًا للعدالة بالنسبة لشريحة واسعة من اللبنانيين.
يُذكر أن هانيبال القذافي (49 عامًا) اشتهر في السابق ببعض الإشكاليات والقضايا الأمنية في دول أوروبية، لكن قضيته في لبنان كانت الأكثر تعقيدًا وطول أمدًا، حيث ربطت مصيره بأحداث تاريخية سبقته بعقود.













