الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 02:34 صـ 20 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تحدي في مأرب.. عميد ركن يعتصم مع الجرحى ويقرر عدم المغادرة حتى صرف الرواتب

الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 03:51 صـ 21 جمادى أول 1447 هـ
العميد بحيبح
العميد بحيبح

في مشهد نادر ومؤثر، يشكل نقطة تحول في مسيرة التضامن مع قوات الجيش اليمني، نصب العميد الركن مفرح بحيبح، قائد عسكري رفيع، خيمته الشخصية بجانب مجمع يسكنه عدد من جرحى الجيش في مدينة مأرب، معلناً اعتصاماً مفتوحاً حتى تلبية كافة مطالبهم الملحة.

وجاء تحرك العميد بحيبح، الذي يحمل رتبة رفيعة في السلك العسكري، ليضخ دماً جديداً في معركة الجرحى وأسر الشهداء من أجل حقوقهم التي يؤكدون أنها أُهملت لفترة طويلة. ولم تكن الخيمة مجرد مأوى مؤقت، بل تحولت إلى رمز للصراع من أجل الكرامة والاعتراف بالتضحيات الجسيمة التي قدمها هؤلاء الجنود على خطوط الجبهات.

رسالة صارخة من قلب المعاناة

وبلغة عسكرية حاسمة، لكنها تحمل الكثير من الدفء الإنساني، وجه العميد بحيبح رسالة واضحة للقيادات العليا والسلطات المسؤولة، قائلاً: "لن أغادر هذا المكان، ولن أعود إلى خيمتي السابقة، حتى تتم الاستجابة الكاملة لمطالب إخواننا الجرحى وأسر الشهداء الشرفاء".

وأضاف بحيبح، وهو يتوسط عدد من الجنود الجرحى الذين أمّوا خيمته للتعبير عن دعمهم: "هؤلاء ليسوا مجرد أرقام، بل هم أبطال دافعوا بدمائهم دفاعاً عن الوطن، ومن حقنا جميعاً أن نكفل لهم حياة كريمة".

وتتركز المطالب الرئيسية التي يناضل من أجلها الجرحى وأسرهم على عدة محاور أساسية، في مقدمتها:

  1. صرف الرواتب المتأخرة: التي لم تُصرف للعديد منهم لعدة أشهر، مما وضع أسرهم في ظروف معيشية كارثية.
  2. تحسين الرعاية الصحية: توفير العلاج المناسب والتجهيزات الطبية اللازمة للجرحى، وخاصة من يحتاج منهم للعلاج في الخارج.
  3. توفير سكن لائق: إنشاء مجمعات سكنية تحفظ كرامة أسر الشهداء والجرحى الذين فقدوا معيلهم الأساسي.
  4. معاملة خاصة بالخدمات: تقديم تسهيلات حقيقية في كافة القطاعات الخدمية تكريماً لتضحياتهم.

تأييد واسع وضغط متزايد

لقد لقى الموقف الإنساني للعميد مفرح بحيبح صدى واسعاً وتأييداً كبيراً من مختلف الأوساط. ففيما عبّر الجرحى عن امتنانهم لهذه الخطوة التي وصفوها بـ "المنقذة"، انتشرت فعاليات تضامنية على منصات التواصل الاجتماعي.

ويرى مراقبون أن هذا التحرك يشكل "تصعيداً نوعياً" في أساليب المطالبة بالحقوق، حيث أن قيام شخصية عسكرية بهذا الحجم بالانحياز الكامل لقضايا الجنود المهمشين يضع ضغطاً حقيقياً على صناع القرار، ويجبرهم على التعامل مع الملف بجدية تامة، بعيداً عن الوعود والمماطلات.

وتظل الأنظار حالياً مركزة على خيمة العميد بحيبح في مأرب، التي أصبحت بوصلة الأحداث ومنارة أمل لآلاف الأسر التي طال انتظارها لإنصافها. فهل تكون هذه الخطوة هي المدماك الأول في طريق طويل نحو تحقيق العدالة لأبطال اليمن الصامتين؟ الإجابة تبدأ من استجابة السلطات لمطالب القائد الذي اختار أن ينام حيث ينام جرحاه، رافضاً أن ينعم بالراحة بينما هم يعانون.

موضوعات متعلقة