الأحد 18 مايو 2025 12:51 مـ 21 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار تقابل بتصعيد إسرائيلي دموي في غزة

الأحد 18 مايو 2025 12:38 مـ 21 ذو القعدة 1446 هـ
وقف إطلاق النار في غزة
وقف إطلاق النار في غزة

أطلقت السلطات المصرية مقترحاً جديداً ضمن الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك في إطار المفاوضات غير المباشرة التي تجرى حالياً بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة. ووفقاً لمصدر رسمي مصري تحدث لهيئة الإذاعة البريطانية، يتضمن المقترح إطلاق سراح ما بين ثمانية إلى عشرة من الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، مقابل الإفراج عن مئتي أسير فلسطيني. كما يشمل المقترح هدنة مؤقتة تتراوح مدتها بين خمسة وأربعين وستين يوماً، مع استئناف عمليات إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى القطاع المنكوب.

إسرائيل تماطل ومطالبات حماس واضحة

ورغم ما يبدو من مرونة في مقترح القاهرة، لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي من تل أبيب. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن العدد المطروح للإفراج عن السجناء الفلسطينيين ما زال مثار خلاف، حيث تطالب إسرائيل بتقليص العدد إلى أقل من مئتين وخمسين. من جانبها، تستعد حركة حماس لتقديم قائمة مفصلة بأسماء الرهائن الأحياء والموتى، كجزء من الترتيبات المقترحة، بينما أشارت مصادر إلى أن إسرائيل قد تعيد تمركز قواتها داخل القطاع في حال التوصل إلى اتفاق.

غزة تحت نيران الموت والقصف لا يهدأ

تزامناً مع هذه التحركات السياسية، شهدت غزة ليلة دامية جديدة حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مخيمات للنازحين المدنيين، ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة فلسطيني خلال ساعات الليل فقط، بحسب وزارة الصحة في غزة. وأكد الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم الوزارة، أن القصف أدى إلى إبادة عائلات بأكملها، في مشهد وصفه بالكارثي. كما أشار مسعفون إلى أن النساء والأطفال كانوا من بين أبرز ضحايا القصف، بينما اشتعلت النيران في خيام المدنيين.

استهداف المدنيين والصحفيين يفاقم الغضب

في مشهد مأساوي آخر، لقي ثلاثة صحفيين فلسطينيين مصرعهم مع عائلاتهم، بينما أُبيدت أسرة كاملة في شمال القطاع بفقدانها عشرين فرداً دفعة واحدة. وأكدت تقارير محلية مقتل زكريا السنوار، شقيق القائد السابق لحماس يحيى السنوار، إلى جانب أطفاله الثلاثة في غارة جوية استهدفت خيمتهم وسط غزة. حركة حماس وصفت هذه الهجمات بأنها جريمة وحشية تستهدف المدنيين الأبرياء، وحملت الإدارة الأمريكية مسؤولية التغطية السياسية والعسكرية التي تمنحها للحكومة الإسرائيلية.

التصعيد مستمر رغم الدعوات للتهدئة

منذ انتهاء الهدنة الأخيرة في الثامن عشر من مارس، كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، حيث أعلنت سيطرتها على مساحات شاسعة من القطاع. ورغم دعوات المجتمع الدولي للتهدئة، يصر الجيش الإسرائيلي على الاستمرار في غاراته ضمن إطار "تحقيق أهدافه الحربية"، التي تشمل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وتفكيك البنية العسكرية للحركة. وبينما تتعالى صرخات الأطفال الجوعى تحت الحصار، تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في قصفها دون توقف، مخلفة وراءها جراحاً عميقة في الجسد الفلسطيني.