الخميس 29 مايو 2025 03:10 مـ 2 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

الأربعاء 28 مايو 2025 10:26 صـ 1 ذو الحجة 1446 هـ
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تطورات متسارعة خلال الساعات الأخيرة، حيث أعلنت حركة حماس موافقتها الرسمية على المقترح الأمريكي الجديد الرامي إلى تهدئة النزاع المستمر منذ أشهر. وأكد باسم نعيم، أحد القياديين البارزين في حركة حماس، عبر منشور على منصة إكس، أن الحركة وافقت على العرض المقدم من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مضيفًا أن حماس تنتظر الرد الرسمي من الجانب الإسرائيلي. هذه الخطوة تمثل تحولًا كبيرًا في موقف الحركة، وسط ضغوط متزايدة من الأطراف الدولية لدفع عملية السلام قدمًا.

خلاف حول تفاصيل المقترح الأمريكي

وبحسب ما نشره موقع «أكسيوس» الأمريكي، فإن المقترح الذي وافقت عليه حماس يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار تتراوح مدته بين 45 و60 يومًا، يتم خلاله الإفراج عن 10 رهائن أحياء و19 من الذين قتلوا خلال فترة احتجازهم. وفي المقابل، سيتم الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. ويُفترض أن تتبع هذه الخطوة مفاوضات شاملة بهدف إنهاء الحرب بشكل كامل. إلا أن المعضلة الرئيسية تكمن في رفض حماس القاطع لعودة إسرائيل للقتال بعد انتهاء مدة الهدنة، بينما ترى الحكومة الإسرائيلية أن هذا البند قد يعرقل تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية في غزة.

نفي أمريكي وتأكيد فلسطيني للموقف

في ظل هذا التباين، نفت واشنطن في البداية أن تكون حماس قد وافقت على المقترح، وفقًا لما صرح به المبعوث الأمريكي للمنطقة، ستيف ويتكوف. لكن الموقف تغير بعد إعلان القيادي باسم نعيم، الذي أكد بشكل صريح قبول الحركة بالمبادرة. ويبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى في هذه المرحلة إلى تعزيز ضمانات تؤمن تنفيذ بنود الاتفاق وضمان استمراره، في ظل هشاشة الوضع الأمني والسياسي داخل قطاع غزة.

استمرار القصف والمعاناة الإنسانية في غزة

رغم هذه الأجواء السياسية المتفائلة، تواصل إسرائيل شن هجمات مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في عمليات عسكرية وصفتها تقارير حقوقية بأنها "حرب إبادة جماعية". وتشهد البنية التحتية المدنية في القطاع دمارًا هائلًا، بينما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف إنسانية شديدة القسوة. وعلى الرغم من ضغوط أمريكية متصاعدة، لا تزال المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة، ولا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية للسكان، خاصة في ظل انعدام الكهرباء ونقص حاد في المواد الطبية والغذائية.

مستقبل الاتفاق بين التفاؤل والقلق

مع دخول المبادرة الأمريكية حيز النقاش العلني، تنتظر المنطقة رد الحكومة الإسرائيلية الرسمي على موافقة حماس. ويرى محللون أن نجاح المبادرة يعتمد بشكل كبير على مدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات، خاصة في ما يتعلق بمصير الرهائن وضمانات عدم عودة التصعيد. وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لإنهاء الحرب قبل اتساع رقعتها إقليميًا، تبقى الشكوك قائمة حول نوايا إسرائيل وما إذا كانت ستغتنم الفرصة لتحقيق تهدئة طويلة الأمد أو تواصل عملياتها العسكرية لتحقيق أهدافها في غزة.

في الوقت الذي يبدو فيه أن حماس قد خطت خطوة كبيرة نحو التهدئة بقبولها المبادرة الجديدة، يبقى الموقف الإسرائيلي مجهولًا، ما يجعل مستقبل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مرهونًا بردود الفعل القادمة، وسط أزمة إنسانية متفاقمة وتصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب.