ألمانيا تعيد حساباتها تجاه إسرائيل وتطالب بوقف عاجل لإطلاق النار في غزة

شهد الموقف الألماني تجاه العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تحولًا لافتًا للانظار، حيث أعلن وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديبول، أن "الوضع الإنساني في غزة بلغ مستوى غير محتمل"، مؤكدًا على ضرورة التحرك العاجل من أجل إنهاء القتال وتقديم الإغاثة. تصريح فاديبول يعكس تغييرًا واضحًا في لهجة برلين التقليدية، التي طالما تبنت مواقف داعمة لإسرائيل دون شروط.
دعوة إلى مفاوضات ووقف القتال فورًا
وفي تصريحاته التي لقيت صدى واسعًا داخل ألمانيا وخارجها، دعا وزير الخارجية إلى إطلاق مفاوضات عاجلة تهدف إلى وقف إطلاق النار المتواصل في غزة، والإفراج عن الأسرى، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية. كما أشار إلى أن ألمانيا ستعيد تقييم التزاماتها تجاه إسرائيل، في ضوء التطورات الأخيرة ووفقًا لمبادئ القانون الدولي وخصوصية التاريخ الألماني بعد الحرب العالمية الثانية.
ميرتس ينتقد التجاوزات الإسرائيلية
من جهته، أبدى المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، قلقه البالغ إزاء السياسات الإسرائيلية في القطاع، مؤكدًا أن أمن إسرائيل يبقى مسألة وطنية لألمانيا، لكنه شدد على أن تجاوز إسرائيل للخطوط الحمراء يستدعي مراجعة شاملة للمواقف الرسمية. تصريحات ميرتس تضيف بعدًا جديدًا للنقاش الداخلي الألماني حول دور برلين في الأزمة الراهنة.
دعوة مثيرة للجدل تثير عاصفة حقوقية
وقد تصاعد الجدل السياسي داخل ألمانيا بعد أن وجه المستشار ميرتس دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لزيارة ألمانيا. هذه الدعوة قوبلت بغضب واسع من منظمات حقوق الإنسان، التي طالبت الحكومة الألمانية بالامتثال لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب باعتقال نتنياهو بسبب اتهامات تتعلق بجرائم حرب.
تصاعد المطالب الحقوقية والضغط السياسي الداخلي
تزايدت الضغوط على الحكومة الألمانية من قبل أطياف واسعة من المجتمع المدني، حيث دعا العديد من النواب والمنظمات الحقوقية إلى اتخاذ موقف أكثر توازنًا، يحترم التزامات ألمانيا تجاه القانون الدولي، ويضع الاعتبارات الإنسانية فوق الحسابات السياسية. ويبدو أن هذه الأصوات بدأت تؤثر في صياغة سياسة خارجية جديدة قد تُعيد تموضع برلين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة في ظل تنامي الأصوات الدولية المطالبة بوضع حد للحرب المتواصلة على غزة.