استهداف مدنيين في قرية الأقيوس بقصف حوثي.. مقتل امرأة مسنة وإصابة طفلة بجروح خطيرة

قُتلت امرأة مسنة وأُصيبت طفلة بجروح بالغة الخطورة، اليوم الأربعاء، جراء قصف مدفعي شنته ميليشيات الحوثي على منازل مدنية في قرية الأقيوس، الواقعة في مديرية الصلو جنوب غرب محافظة تعز، في تصعيد جديد يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتكررة بحق السكان العزل في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
وأفادت مصادر محلية متطابقة أن الميليشيات الحوثية استهدفت القرية بعدد من القذائف المدفعية بشكل عشوائي، حيث سقطت إحدى القذائف مباشرة على منزل مدني، ما أسفر عن مقتل امرأة تبلغ من العمر نحو 70 عاماً على الفور، فيما أُصيبت طفلة تُقدَّر أعمارها بنحو 8 أعوام بجروح خطيرة نُقلت على إثرها إلى مركز صحي محلي لتلقي الإسعافات الأولية، قبل إحالتها إلى مستشفى متخصص في مدينة تعز لتلقي العلاج اللازم.
وأعرب سكان محليون عن استيائهم الشديد من استمرار القصف المتكرر على مناطقهم، مؤكدين أن القرية تفتقر إلى أي تمركزات عسكرية، ما يجعل القصف استهدافاً مباشراً للمدنيين، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
وأشارت المصادر إلى أن القصف تسبب أيضاً في أضرار مادية كبيرة في عدد من المنازل والممتلكات، ما دفع عدداً من الأسر إلى النزوح من منازلهم خشية من تجدد القصف، في ظل غياب كامل للحماية المدنية ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
ويأتي هذا الحادث في سياق تصعيد عسكري متصاعد تشهده جبهات القتال في تعز، حيث تواصل الميليشيات الحوثية استهداف المناطق السكنية بالقذائف والصواريخ، ما أسفر عن سقوط العشرات من الضحايا من المدنيين، بين قتيل وجريح، منذ بدء الحرب، وفقاً لتقارير حقوقية محلية ودولية.
وفي المقابل، دعت منظمات إنسانية وحقوقية، منها "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، إلى فتح تحقيق عاجل في هذه الحوادث، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على الأطراف المتصارعة، وبخاصة الميليشيات الحوثية، لوقف استهداف المدنيين واحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني.
وتجدد الحادثة التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في تعز، التي تُعدّ من أكثر المحافظات تضرراً من الحرب، حيث يعيش السكان ظروفاً معيشية صعبة، مع انقطاع مستمر للخدمات الأساسية، وسط دعوات متعثرة لوقف شامل لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة للإغاثة.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه القرية وقفة تضامنية ودعماً عاجلاً من الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية، تبقى أسرة المرأة المتوفية والأسرة التي فقدت طفلتها في صدمة كبيرة، تعيشها بعيونها صمتاً مريراً يعلوه صوت القذائف التي لا تفرق بين صغير و كبير.