الأحد 3 أغسطس 2025 10:41 مـ 9 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

المتساقطون في طريق الوطن.. كيف؟ ولماذا؟!!(الحلقة الثالثة)

الأحد 3 أغسطس 2025 04:40 مـ 9 صفر 1447 هـ
المتساقطون في طريق الوطن.. كيف؟ ولماذا؟!!(الحلقة الثالثة)

‏نُخبوي مُكابر:

للنخبة المستنيرة من أدباء ومثقفين وشعراء وأكاديميين أمراضُهم الخاصة بهم كمرض السياسيين؛ بل إن نسبة كبيرة منهم التحقت بالسياسة، وتماهت معها، وهي ظاهرة نادرة في اليمن من بين مختلف دول المنطقة، إذ تجد الأدباء والمثقفين مشتغلين بالسياسة أكثر من السياسيين أحيانا؛ ولم تعد الثقافة ذلك الكيان المستقل كهيئة اعتبارية بذاتها، حتى الدوائر الثقافية في الأحزاب السياسية تجدها تابعة للدوائر السياسية، ناهيك عما يمكن أن نسميه بـ "الكتل الوظيفية" التي تتخندق في مجاميع عنقودية مع هذا الطرف أو ذاك، وربما لصالح دول أخرى من خارج البلاد.

يتحالف بعض من نسميهم "نخبة" مع الكيان الإمامي البغيض نكاية بهذا الحزب أو ذاك، على حساب القضايا المصيرية الكبرى، وعلى حساب الوطن في صورة من صور الكيد السياسي والخلافات الشخصيّة التي تنطلقُ من أنويتها المفرطة، إلى حد أن سخّر بعضٌ من هؤلاء المثقفين أو الأدباء شعرَهم وأدبهم لمناصرة هذا الكيان الذي يحتقرُ كلَّ من عداه، وأصبح البعضُ منهم يدافع عن العنصرية والاستعلاء صراحة، ناسيا أو متناسيا شرف الكلمة وقدسية الوطن، مع علم هؤلاء سلفا أن الكلمة تفقد قيمتها وشرفها إذا ما انحازت لأية عصبويات سُلالية أو عرقية أو حزبية على حساب الوطن، وعلى حساب القضايا الكبرى؛ بل لقد ارتد البعضُ عن 26 سبتمبر أو 14 أكتوبر، على ما في كل منهما من قيمة سياسية كبرى للوطن، شمالا وجنوبا. والواقع أنَّ كلا من 26 سبتمبر و14 أكتوبر يكادان يكونان هما الوطن حاضرًا ومستقبلا، وبدونهما فلا قيمة له.

نتكلم عن هؤلاء، ولكن لا ننسى بالمقابل أنّ ثمة أقلامًا صمدت صمود الجبال، وأن ثمة مثقفين وأدباء وأكاديميين كانوا من أوائل المناضلين الذين التحقوا بمختلفِ جبهات النضال، العسكرية والثقافية على حد سواء.