تمرد أمريكي يلوح في الأفق.. أصوات تتهم ترامب بإنشاء ”نسخة جديدة من نظام هتلر”

تصاعدت الدعوات للتمرد ضد ترامب داخل الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة، حيث يتهمه معارضوه بمحاولة إعادة صياغة الدستور على طريقته الخاصة، وتعطيل مؤسسات الدولة، وتعزيز الانقسام حول قضايا الهجرة والحقوق المدنية. وبحسب مراقبين سياسيين، فإن سياسات ترامب التي توصف بأنها نسخة جديدة من نظام هتلر تدفع العديد من الشخصيات العامة إلى التحذير من انزلاق البلاد نحو الاستبداد.
غضب داخل المؤسسات السياسية
216.73.216.45
فشلت أحدث محاولة داخل مجلس النواب الأمريكي في تمرير قرار بعزل ترامب عقب الضربة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، والتي وصفها معارضوه بأنها عمل غير قانوني كان يستلزم موافقة الكونجرس. هذا الفشل البرلماني عزز المخاوف بشأن قوة الرئيس في ولايته الثانية، وأشعل مجددًا الأصوات التي تحذر من تحوله إلى زعيم شمولي على غرار ما فعله هتلر في أوروبا قبل قرن من الزمان.
أوامر تنفيذية مثيرة للجدل
منذ بداية ولايته الثانية، أصدر ترامب عشرات القرارات التنفيذية ضمن أجندة "أمريكا أولًا"، شملت تقييد الهجرة، والحد من برامج التنوع والاندماج، بالإضافة إلى تعزيز الوجود العسكري على الحدود. هذه السياسات، وفقًا لصحيفة أمريكية بارزة، خلقت أجواء مشحونة دفعت البعض إلى اعتبار أن الرئيس الحالي يحاول إعادة صياغة الحياة السياسية في بلاده وفق نمط سلطوي يشبه النسخة الجديدة من نظام هتلر.
مقارنات مباشرة بهتلر
القيادي الديمقراطي السابق بيتو أورورك شدد على أن المجتمع الأمريكي يتعامل مع ترامب بنفس الأسلوب الذي سمح بصعود هتلر في ألمانيا، داعيًا الصحافة والأحزاب المعارضة إلى مقاومة هذه النزعة السلطوية. كما ذهب نائب الرئيس الأسبق آل جور إلى حد القول إن ما يحدث الآن هو محاولة متعمدة لبناء نسخة جديدة من نظام هتلر داخل الولايات المتحدة، عبر السيطرة على المؤسسات الدستورية وتقويض حقوق الأقليات.
دعوات إلى العصيان المدني
الصحفي رولاند مارتن طالب الأمريكيين بضرورة "المواجهة المباشرة" مع إدارة ترامب، معتبرًا أنها معركة أجيال تهدد مستقبل البلاد. كما دعا المخرج مارشال هيرسكوفيتز إلى انتفاضة سلمية، مؤكدًا أن مشاركة ما بين 12 و15 مليون شخص في احتجاجات يومية كفيلة بإحداث إضراب عام يؤدي إلى تغيير جذري. هذه الدعوات تعكس اتساع دائرة الغضب الشعبي، وتعزز من المطالب بالتمرد ضد ترامب.
تحذيرات قانونية وسياسية
النائب جيري نادلر بعث برسالة مطولة إلى الشعب الأمريكي شدد فيها على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة بدلًا من انتظار الانتخابات المقبلة. أما المدعي العام الأسبق إريك هولدر فشبّه تصرفات ترامب بالسياسات الأوروبية في ثلاثينيات القرن الماضي، مؤكدًا أن التهاون قد يؤدي إلى ضياع الحقوق والحريات. وفي السياق نفسه، شددت النائبة ألكسندريا كورتيز على أن قوة المجتمع المدني هي السلاح الأبرز في مواجهة الاستبداد.
يتفق عدد متزايد من الساسة والمفكرين والإعلاميين على أن سياسات ترامب تشكل تهديدًا مباشرًا للديمقراطية الأمريكية، وأن استمرار هذه الأوضاع قد يفضي إلى "نسخة جديدة من نظام هتلر" داخل الولايات المتحدة. وبينما يواصل الرئيس تنفيذ وعوده الانتخابية المثيرة للجدل، يتزايد الحديث عن العصيان المدني كخيار قد يغيّر المشهد السياسي بالكامل.