الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 12:02 صـ 10 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

فرنسا تُطلق صرخة استغاثة من أجل موظفي الأمم المتحدة: ”الحوثيون يهددون حياة الملايين”!

الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 12:51 صـ 10 ربيع أول 1447 هـ
الأمم المتحدة في اليمن
الأمم المتحدة في اليمن

في موقف دبلوماسي حازم ورسالة واضحة إلى جماعة الحوثي، أصدرت فرنسا اليوم الإثنين، إدانة شديدة اللهجة ضد سلسلة الاعتقالات التعسفية التي طالت موظفين دوليين تابعين للأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الحديدة، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" وتدفع باتجاه تقويض أعمدة العمل الإنساني في واحدة من أكثر الدول تعرضاً للأزمات في العالم.

216.73.216.105

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، أكدت باريس أن مليشيا الحوثي اقتحمت مقارً رسمية تابعة للأمم المتحدة، وصادرت ممتلكات المنظمة الدولية، واعتقلت ما لا يقل عن 11 موظفاً أممياً، بينهم مهندسون، أطباء، ومختصون في إدارة المساعدات الإنسانية – جميعهم يعملون على إنقاذ حياة الملايين من اليمنيين الذين يعيشون على حافة المجاعة والحرب.

"ما يحدث في صنعاء والحديدة ليس مجرد تجاوز قانوني، بل هو هجوم مباشر على الإنسانية نفسها"
— وزارة الخارجية الفرنسية

وأكد البيان أن هذه الإجراءات "تُفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة أصلاً"، وتشكل تهديداً مباشراً لـ 8.4 مليون يمني يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الغذائية والطبية التي تُوزع عبر الأمم المتحدة وشركائها.

فرنسا تطالب بالإفراج الفوري: "لا تنازل عن الحماية الدبلوماسية"

طالبت فرنسا، بقوة، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين الدوليين والمحليين العاملين في الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والبعثات الدبلوماسية الذين تحتجزهم الجماعة المسلحة. كما دعت باريس المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفرض عقوبات رادعة ضد أي جهة تعرقل العمل الإنساني أو تهدد سلامة الموظفين الدوليين.

وأكدت فرنسا دعمها الكامل "للأمم المتحدة في أداء مهامها الإنسانية والسياسية داخل اليمن"، محذرة من أن "استمرار مثل هذه الانتهاكات سيؤدي إلى انهيار كامل للبنية الإنسانية في البلاد، وربما إلى مجاعة شاملة لا يمكن احتواؤها".

تصعيد غير مسبوق: اقتحام مقار الأمم المتحدة واعتقالات جماعية

تأتي الإدانة الفرنسية بعد يوم واحد فقط من إعلان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) عن اقتحام قوات تابعة للحوثي لمكاتب المنظمة في صنعاء والحديدة، واعتقال 11 موظفاً دولياً، بينهم مواطنون من دول أوروبية وآسيوية، ما أثار موجة من القلق في أروقة الأمم المتحدة.

ووصف مسؤولون دوليون هذا التصعيد بأنه "غير مسبوق"، خاصةً أنه يأتي في وقت تبذل فيه الأمم المتحدة جهوداً حثيثة لتجديد اتفاقية الهدنة وتوفير المساعدات الطارئة لعشرات الآلاف من النازحين في محافظات شمال اليمن.

"قلق بالغ" من تداعيات الاعتقالات على المساعدات

عبّر جوليان هارنيس، المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، عن "قلق بالغ" إزاء سلامة زملائه المعتقلين، وقال في تصريحات صحفية:

"كل ساعة تمر دون الإفراج عن هؤلاء العاملين، تعني توقف مشاريع غذائية، وتأخير توزيع الأدوية المنقذة للحياة، وشل حركة الفرق الطبية في المناطق المنكوبة".

وأضاف: "نحن لا نتحدث فقط عن موظفين، بل عن أشخاص يقفون بين اليمنيين والموت. منعهم من العمل هو جريمة ضد الإنسانية".

غوتيريش يُحذر: "هذا النمط يجب أن يتوقف الآن"

من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "استمرار هذا النمط من الاعتقالات التعسفية أمر غير مقبول"، وطالب بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين "دون قيد أو شرط"، مشدداً على أن "الحصانة الدبلوماسية والحماية الدولية لموظفي الأمم المتحدة ليست ترفاً، بل حق أساسي مكفول دولياً".

مفارقة صادمة: إجلاء مصابي الحوثيين بينما موظفو الأمم المتحدة خلف القضبان

في تطور لافت، كشفت مصادر أممية أن طائرتين تابعتين للأمم المتحدة نفّذتا عملية إجلاء طبي طارئة، لنقل 40 من الجرحى الحوثيين – من بينهم مسؤولون كبار في حكومة الانقلاب – إلى خارج اليمن، بعد إصابتهم في الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعاً لقيادات الجماعة في صنعاء، الخميس الماضي.

وأثار هذا المشهد موجة من الجدل، إذ بينما تُستخدم طائرات الأمم المتحدة لإجلاء قادة الميليشيا، يُحتجز موظفون دوليون كانوا يعملون على توزيع الأرز والدواء على الأطفال الجياع.

موضوعات متعلقة