نقلة نوعية في مستقبل النقل الذكي:السيارات ذاتية القيادة تقترب من شوارع مصر

تشهد صناعة النقل العالمية تطورًا متسارعًا نحو اعتماد السيارات ذاتية القيادة، وسط توقعات بأن تدخل هذه التكنولوجيا المتقدمة السوق المصري خلال السنوات القليلة المقبلة، في إطار توجه الدولة نحو التحول الرقمي وتبني حلول التنقل الذكي.
216.73.216.131
وتعتمد السيارات ذاتية القيادة على أنظمة متطورة تشمل الذكاء الاصطناعي، والكاميرات، والرادارات، وأجهزة الاستشعار، مما يتيح لها القيادة دون تدخل بشري، مع القدرة على اتخاذ قرارات لحظية تتعلق بالسرعة، الاتجاه، وتجنب العقبات.
وتعمل شركات عالمية مثل تسلا، غوغل، ومرسيدس على تطوير نماذج تجريبية متقدمة، بعضها بدأ بالفعل في السير على الطرق العامة في الولايات المتحدة وأوروبا، وسط اهتمام متزايد من الحكومات بتحديث البنية التحتية لتواكب هذا التحول.
وفي السياق المحلي، أشار خبراء في قطاع النقل إلى أن مصر تمتلك مقومات قوية لتبني هذه التكنولوجيا، خاصة مع التوسع في المدن الذكية مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وتطوير شبكات الطرق، وتحديث التشريعات المرتبطة بالسلامة المرورية.
وأكدت مصادر بوزارة النقل أن هناك دراسات أولية بالتعاون مع شركات تكنولوجيا دولية لبحث إمكانية إدخال السيارات ذاتية القيادة ضمن منظومة النقل العام في المستقبل، خاصة في المناطق المغلقة أو ذات الحركة المنظمة.
ويرى خبراء أن إدخال هذه السيارات في السوق المصري قد يسهم في تقليل الحوادث، وخفض الانبعاثات، وتوفير حلول تنقل آمنة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب دعم التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.
ومن المتوقع أن يشهد العام 2030 بداية انتشار محدود للسيارات ذاتية القيادة في مصر، خاصة في القطاعات السياحية والمناطق التكنولوجية، تمهيدًا لتوسيع استخدامها تدريجيًا في الحياة اليومية.
وتبقى التحديات قائمة، أبرزها التكلفة المرتفعة، الحاجة إلى بنية تحتية رقمية متكاملة، وضمان الأمن السيبراني، إلا أن التوجه العالمي نحو هذا النوع من المركبات يجعل من الضروري الاستعداد المبكر لتبنيها محليً
مع تسارع وتيرة التطور في قطاع النقل الذكي عالميًا، تفتح السيارات ذاتية القيادة آفاقًا جديدة أمام السوق المصري، الذي بدأ بالفعل في دراسة إمكانيات إدماج هذه التكنولوجيا ضمن منظومة التنقل المستقبلية. وبينما تواصل الشركات العالمية تطوير نماذج أكثر أمانًا وكفاءة، تبرز المدن الذكية والمناطق التكنولوجية في مصر كبيئة واعدة لتجربة هذا التحول.
ورغم التحديات المرتبطة بالبنية التحتية والتكلفة والتشريعات، فإن التوجه نحو السيارات ذاتية القيادة يعكس رغبة حقيقية في مواكبة الثورة التكنولوجية، وتحقيق نقلة نوعية في جودة الحياة، وسلامة الطرق، وكفاءة استهلاك الطاقة. ومع استمرار التنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، قد تصبح هذه المركبات جزءًا من المشهد الحضري المصري خلال العقد المقبل، لتعيد تعريف مفهوم التنقل وتضع مصر على خارطة الابتكار في النقل الذكي.
أقراأيضا:تراجع أسعار الغذاء والأجهزة المنزلية في مصر مع بدء تنفيذ المبادرة الوطنية | المشهد اليمني