الأحد 14 سبتمبر 2025 09:29 مـ 22 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

إيران تفاجئ قطر بتحذيرات خطيرة ورد قطري حاسم

الأحد 14 سبتمبر 2025 10:09 مـ 22 ربيع أول 1447 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

عندما تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي، وتمكنت في الساعات الأولى من الهجوم من قتل العلماء وكبار القادة العسكريين والمدنيين، فإن مواقف قادة وزعماء العالم العربي والإسلامي الذي أدانت بشدة الهجوم البربري على طهران، أثار ارتياح كبير لدى القيادة الإيرانية، حتى إن الرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان" سارع للاعتراف بهذا الجميل، وأتصل بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليشكره ويشكر القيادة والحكومة والشعب السعودي على موقفهم الشجاع، وكرر الرئيس مسعود بزشكيان الإتصال بولي العهد مرة ثانية، أي إن بزشكيان اتصل بولي العهد السعودي مرتين خلال أسبوع واحد، وهذا يعكس حجم الامتنان والتقدير الذي شعرت به القيادة الإيرانية، إزاء مواقف قادة وزعماء العالم العربي والإسلامي وخاصة الموقف السعودي.

216.73.216.105

"عباس عراقجي" وزير الخارجية الإيراني كان في غاية السعادة والسرور وهو يتحدث لوسائل الإعلام المختلفة، وهو يشيد بكل تقدير واحترام وامتنان أيضا بمواقف الزعماء والقادة في العالمين العربي والإسلامي، بل انه لم يتردد بالقول إن من فوائد الهجوم الإسرائيلي على إيران انه أعاد العلاقات العربية والإسلامية مع طهران إلى مسارها الصحيح واثبتت الحكومات والقادة العرب والمسلمين ان الأزمات والحروب تقوي صلاتهم وتعزز مواقفهم.

لكن طهران تريد منع أمير قطر والحكومة القطرية الرشيدة والشعب القطري من هذا الشعور بالتقارب الأخوي الصادق، الذي سيترك أثار إيجابية لقطر أرضا وانسانا، وتريد التشكيك واستباق الأحداث،
فاجتماع كافة قادة وزعماء العالم العربي والإسلامي في العاصمة القطرية الدوحة، بحد ذاته أمر له كثير من الدلالات والمؤشرات.

فقد حذرت طهران من خروج القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة دون نتائج عملية، وطالبت بتشكيل مركز عمليات مشترك ضد "جنون الكيان الإسرائيلي"، وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "علي لاريجاني" في رسالة وجهها لقمة الدول الإسلامية الطارئة المرتقبة في قطر في أعقاب الهجوم الإسرائيلي في الدوحة قبل أيام، وحذّر لاريجاني عبر حسابه في منصة "إكس" من "عقد اجتماع الدول الإسلامية يكون حافلا بالخطابات ومن دون نتائج عملية (مثل اجتماع مجلس الأمن)، مضيفا إن مثل هذه الاجتماعات بمثابة إصدار أوامر للكيان الصهيوني بشن عدوان جديد!"، وتابع لاريجاني: "على الأقل، شكلوا هيئة عمليات مشتركة ضد جنون هذا الكيان.

وجاء الرد القطري حاسما وواضحا، ليكشف الهدف من انعقاد القمة العربية والإسلامية في العاصمة القطرية التي ستنعقد غدا الاثنين في الدوحة، على لسان رئيس الوزراء القطري الأسبق، الشيخ "حمد بن جاسم" الذي قال"قبل أن تنعقد القمة أود ان أقول للدول العربية والإسلامية إننا نعرف أن هناك سياسات ومصالح ومعاهدات يجب أخذها في الحسبان، ولكن لا بد من اتخاذ مواقف تحفظ استمرار مصالحكم وحتى لا يفرض عليكم بالقوة ما يضر بتلك المصالح من قبل دولة متغطرسة لا تجد من يردعها بالقانون أو بغيره، وعليه فلا بد للقمة أن تخرج بقرارات عملية وملموسة تتابع وتنفذ بصورة علنية واضحة وبنوايا صادقة حتى نستطيع أن نقيم سلاما قائما على العدل في منطقتنا.

أمير قطر الشيخ "تميم" ومعه حكومته الرشيدة والشعب القطري يشعرون بالالم والمرارة، وفي قلوبهم غصة من الغدر الأمريكي، وربما يكون سخطهم من الطعنة الأمريكية الغادرة أشد من الهجوم الإسرائيلي، ويشاطرهم العالم أجمع هذا الشعور، بما فيهم الأمريكيين، فقد أكد ضابط الاستخبارات الأمريكي السابق، ورئيس لجنة التفتيش الدولية للعراق "سكوت ريتر" إن ما حدث هو وصمة عار في جبين أمريكا وسيفقدها المصداقية في كل أرجاء العالم، ولن يثق بها أحد بعد ما فعلته بحليفتها قطر.

القيادة القطرية تعرف كل شاردة وواردة، وتعرف أدق التفاصيل لحقيقة ما يجري ، لكنها قيادة رصينة ورزينة وتدرك أن معالجة هذه الأمور لا يتم بالانفعال والتشنج والتهور والاستسلام للعاطفة، بل يحتاج إلى التعامل بحكمة وروية، من خلال الصبر والعمل الدبلوماسي الدؤوب لفترة لن تكون بالقصيرة، وبإذن الله تجد حكومة قطر الرشيدة، الحل الأنسب والأمثل لمعالجة هذا الأمر الخطير وتحقق النجاح والهدف المنشود لحفظ قطر أرضا وانسانا، ونسأل الله ان يكتب لهم النجاح ويوفقهم في مساعيهم.