• الرئيسية
• المشهد المحلي

هزّت جريمة بشعة العاصمة صنعاء، أثارت موجة غضب واستنكار واسعة في أوساط الرأي العام، بعد أن أقدم عامل في محل مجوهرات "السامعي" الشهير على الاعتداء الجسدي على صاحب العمل، وسرقة كميات كبيرة من الذهب، في حادثة وُصفت بأنها "خيانة للثقة" و"غدر بالإحسان".

216.73.216.105

وبحسب مقاطع فيديو متداولة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، فإن العامل — الذي لم يُكشف عن اسمه بعد — اعتدى على صاحب المحل ضرباً وطعناً، مستغلاً ثقة صاحب العمل الذي استأمنه على محله لأكثر من عامين، قبل أن يفرّ هارباً بكميات من الذهب تُقدّر قيمتها بعشرات الملايين من الريالات اليمنية.

وأظهرت المقاطع لحظات الاعتداء، حيث ظهر العامل وهو يهاجم صاحب العمل في مكان العمل، دون أي مبرر أو سابق إنذار، ما دفع المتابعين إلى وصف الحادثة بأنها "مأساة إنسانية"، و"طعنة في الظهر من شخص كان يُفترض أن يكون أقرب من الأخ".

وقال أحد المتابعين في تعليق على الفيديو:

"هذا ليس مجرد سرقة... هذا خيانة للعلاقة الإنسانية، وخيانة للثقة التي منحها له صاحب العمل طوال عامين. كيف يقابل الإحسان بالغدر؟".

وأضاف آخر:

"هذه ليست جريمة مالية فحسب، بل جريمة أخلاقية هزّت قيم المجتمع. الثقة أصبحت عملة نادرة، وهذه الحادثة تزيد من تآكلها".

وأكدت مصادر أمنية مطلعة أنه تم القبض على الجاني بعد ساعات من ارتكاب الجريمة، بناءً على بلاغات من المواطنين ومتابعة دقيقة من قبل الأجهزة الأمنية، التي تمكنت من استعادة جزء كبير من الذهب المسروق، فيما لا تزال التحقيقات جارية لاستعادة الكميات المتبقية، والتي تُقدّر بعشرات الملايين.

وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى دوافع مالية محضة، وأن الجاني كان يخطط للجريمة منذ فترة، مستغلاً معرفته التفصيلية بأماكن تخزين الذهب وأنظمة الأمان في المحل.

وفي تصريح له، قال صاحب المحل — الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية —:

"وظّفته بنية طيبة، وأعطيته ثقتي وراتباً جيداً، وتعاملت معه كأخ... لكنه اختار أن يردّ الإحسان بغدر لا يُغتفر. نحمد الله أننا تمكّنا من القبض عليه، ونأمل أن يُعاقب بصرامة ليكون عبرة لغيره".

وأثارت الحادثة جدلاً واسعاً في المجتمع اليمني، بين من يدعو إلى تشديد الرقابة على العاملين في محلات الذهب والمجوهرات، وبين من يرى أن الجريمة تعكس تراجعاً خطيراً في القيم الأخلاقية والاجتماعية، داعياً إلى إعادة النظر في مفاهيم الثقة والولاء في علاقات العمل.

ويُنتظر أن تُحال القضية إلى النيابة العامة خلال الساعات القادمة، تمهيداً لمحاكمته بتهم تشمل: "السرقة الموصوفة، والاعتداء الجسدي المفضي إلى عاهة مستديمة، وخيانة الأمانة"، وهي تهم قد تُعرضه لعقوبات مشددة وفقاً للقانون اليمني.