”تحذير بريطاني عاجل للسفن: لا تقترب من هذه الموانئ… قد تكون آخر رحلة لك!”

أصدرت البحرية البريطانية، عبر مركز عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO)، تحذيراً أمنياً عاجلاً ومُوسعاً لجميع السفن التجارية العابرة أو المتجهة إلى موانئ جنوب البحر الأحمر، محذرة من "مخاطر عالية" قد تتعرض لها هذه السفن، حتى في ظل الانخفاض الملحوظ في مستوى التهديدات المعلنة في منطقة الخليج الأوسع.
216.73.216.105
وجاء في البيان التحذيري الصادر عن UKMTO أن "هناك تهديداً كبيراً من الأضرار الجانبية التي قد تطال السفن أثناء دخولها أو إبحارها قرب موانئ جنوب البحر الأحمر"، مشيراً إلى أن عدداً من هذه الموانئ – لا سيما القريبة من السواحل اليمنية – كانت قد تعرضت في السابق لهجمات مباشرة أو غير مباشرة، ما يزيد من احتمال تكرار مثل هذه الحوادث.
وأكد البيان على ضرورة أن تتخذ جميع السفن التجارية "أقصى درجات الحيطة والحذر" أثناء الإبحار في محيط الموانئ التي سبق أن استُهدفت، داعياً مشغلي السفن وشركات الشحن إلى "إعادة تقييم جدوى واستدامة عملياتهم في تلك المناطق، ومراجعة قراراتهم المتعلقة بالملاحة فيها، في ضوء التهديدات الأمنية المستمرة".
ويأتي هذا التحذير في سياق تصاعد التوترات الأمنية في البحر الأحمر، لا سيما قرب سواحل مدينة الحديدة اليمنية، التي يسيطر عليها الحوثيون، وتُعد من أكثر المناطق حساسية من الناحية الأمنية والجيوسياسية. وتُعرف المنطقة بنشاطها البحري الكثيف، لكنها أيضاً شهدت في السنوات الأخيرة سلسلة من الهجمات والحوادث التي استهدفت ناقلات وسفن تجارية، سواء بصواريخ باليستية أو طائرات مسيرة أو عمليات تخريبية.
وتشير المصادر الأمنية إلى أن التهديدات في جنوب البحر الأحمر لا تزال قائمة رغم التهدئة النسبية في مياه الخليج العربي، حيث خفّضت UKMTO مؤخراً مستوى التحذير في منطقة الخليج، لكنها رأت ضرورة التحذير بشكل منفصل من الوضع في البحر الأحمر، نظراً لطبيعة التهديدات المختلفة هناك، والتي غالباً ما تكون مرتبطة بالصراع اليمني وأعمال الحوثيين البحرية.
وبحسب خبراء أمن بحري، فإن "الأضرار الجانبية" التي حذّر منها البيان قد تشمل استهدافاً غير مقصود للسفن التجارية أثناء عمليات عسكرية تستهدف منشآت أو سفن حربية، أو تفجيرات في الموانئ، أو حتى هجمات إلكترونية أو تخريبية تستهدف البنية التحتية البحرية.
ودعت UKMTO جميع السفن إلى:
- تفعيل خطط الأمن البحري المعتمدة (مثل BMP5).
- التنسيق المستمر مع السلطات البحرية المعنية.
- تجنب الإبحار في المناطق القريبة من الموانئ المستهدفة سابقاً إلا عند الضرورة القصوى.
- إبلاغ المركز بأي نشاط مشبوه فوراً.
ويُعد هذا التحذير الأحدث في سلسلة متواصلة من التنبيهات التي تطلقها السلطات البريطانية والأمريكية والأوروبية منذ تصاعد التوتر في البحر الأحمر مطلع عام 2024، حيث أدت الهجمات الحوثية على السفن التجارية إلى تعطيل جزئي للتجارة العالمية، وإعادة توجيه عشرات السفن إلى طرق بديلة أطول وأكثر كلفة، مثل رأس الرجاء الصالح.
ويُنظر إلى التحذير البريطاني الجديد كمؤشر على أن البحر الأحمر لا يزال ساحة غير مستقرة، وأن التهديدات فيه لا تزال قائمة ومتطورة، حتى لو بدا أن الهدوء يسود مناطق أخرى في الخليج. وهو ما يضع قطاع الشحن العالمي أمام تحديات أمنية ولوجستية جديدة، قد تؤثر على سلاسل الإمداد والأسعار العالمية في الأشهر المقبلة.
خلفية:
مركز UKMTO هو الجهة البريطانية الرسمية المعنية بمراقبة حركة التجارة البحرية وتقديم التحذيرات الأمنية للسفن في مناطق التوتر، ويعمل بالتنسيق مع القوات البحرية الدولية وشركات الشحن العالمية. ويغطي نطاق عمله خليج عدن، البحر الأحمر، وخليج عُمان، وهي من أكثر الممرات البحرية حيوية في العالم.
توصيات للسفن والمشغلين:
- تحديث خطط الملاحة وفق آخر التحذيرات.
- تفعيل أنظمة المراقبة والاتصالات الطارئة.
- التنسيق مع فرق الأمن البحري الخاصة.
- تجنب الإعلان المسبق عن خط سير السفن أو جداول الرسو.
ورغم التهدئة النسبية في الخليج، فإن البحر الأحمر لا يزال بؤرة توتر بحري حساسة، والتحذير البريطاني الجديد يدق ناقوس الخطر مجدداً: "الحذر الشديد ضرورة، وليس خياراً".