الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 09:47 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”زبائن من السبعينيات يبكونه… ما الذي قتل أقدم مطعم في عدن؟!”

الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 10:52 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
مطعم الاقبال بعدن
مطعم الاقبال بعدن

أثار إغلاق مطعم "الإقبال" في مديرية كريتر بمدينة عدن، أحد أقدم وأشهر المطاعم في المدينة، موجة من التساؤلات والقلق بين المواطنين والزبائن القدامى، بعد أن أغلق أبوابه بشكل مفاجئ منذ أسبوعين دون إعلان رسمي أو تفسير واضح من قبل مالكيه.

216.73.216.105

وبحسب شهادات جمع من المواطنين والمُترددين السابقين على المطعم، فإن هذا الإغلاق يأتي في ظل تراجع حاد في الإقبال على المطعم خلال الأشهر الماضية، وهو ما يُرجّح أنه السبب الرئيسي وراء القرار، خصوصاً مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان المدينة، وارتفاع تكاليف المعيشة، ما جعل تناول الوجبات في المطاعم الفاخرة أو حتى المتوسطة رفاهية يعجز عنها كثيرون.

ويعود تاريخ تأسيس مطعم "الإقبال" إلى عام 1948م، ليكون بذلك أحد أقدم المطاعم العاملة في عدن، بل ويُعدّ معلماً ثقافياً واجتماعياً شهد على تحوّلات المدينة عبر عقود طويلة. وقد اشتهر المطعم بتقديم أطباقه التقليدية، خصوصاً "الزربيان" و"البرياني" و"الكباب"، التي كانت تجذب الزبائن من مختلف الأعمار ومن كل أنحاء المدينة، بل ومن المحافظات المجاورة أيضاً.

وقال أحد الزبائن القدامى، وهو رجل في السبعينيات من عمره، لمراسلنا: "كنت آتي إلى 'الإقبال' منذ كنت شاباً، وكان المكان يعجّ بالناس، من عسكريين وتجار وطلاب وعائلات. اليوم، لم يعد أحد يقدر على المجيء، حتى أنا لم أعد أستطيع زيارة المكان كما في السابق، فكيف للمطعم أن يصمد؟".

وأضاف آخر: "لا نعرف إن كان الإغلاق مؤقتاً أم نهائياً، لكن المؤكد أن غياب هذا المعلم يُفقد المدينة جزءاً من ذاكرتها وتراثها الاجتماعي. كنا نلتقي هنا مع الأصدقاء، ونحتفل بالمناسبات، والآن كل شيء يتلاشى".

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي بيان رسمي من إدارة المطعم أو مالكيه يوضح أسباب الإغلاق أو ما إذا كان هناك نية لإعادة افتتاحه في المستقبل. كما لم تُعرف أي تفاصيل حول مصير العاملين فيه، الذين كانوا يُقدّرون بعشرات الموظفين بين طهاة وخدم وعاملين إداريين.

ويأتي إغلاق "الإقبال" في سياق أوسع من تراجع القطاع السياحي والخدمي في عدن، حيث أغلقت خلال السنوات الأخيرة عشرات المطاعم والمقاهي العريقة، بسبب تراكم الأزمات الاقتصادية، وانهيار القدرة الشرائية، وتقلص الطبقة الوسطى، وغياب الدعم الحكومي أو التخطيط لإنقاذ المنشآت التراثية والاقتصادية المهمة.

ويطالب ناشطون ومهتمون بالتراث الحضري في عدن، الجهات المعنية والمجتمع المحلي بالتدخل لحماية ما تبقى من معالم المدينة التاريخية، وتقديم حوافز لإنقاذ المؤسسات العريقة مثل "الإقبال"، التي لا تمثل مجرد مطعم، بل جزءاً من الهوية والذاكرة الجماعية لأبناء عدن.

فهل يُعاد فتح أبواب "الإقبال" يوماً ما؟ أم أننا نشهد نهاية حقبة ذهبية من تاريخ عدن الاجتماعي والثقافي؟ أسئلة تبقى معلقة في انتظار إجابات قد لا تأتي قريباً.