السبت 20 سبتمبر 2025 10:08 صـ 28 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

حزب الإصلاح وارتباطه بتنظيم الاخوان الدولي! الحقيقة: بين المناورة والمناكفة وواقع التجربة الحزبية اليمنية

السبت 20 سبتمبر 2025 08:52 صـ 28 ربيع أول 1447 هـ
حزب الإصلاح وارتباطه بتنظيم الاخوان الدولي! الحقيقة: بين المناورة والمناكفة وواقع التجربة الحزبية اليمنية

وقوفا على ما جدده الاستاذ محمد عبدالله اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح في خطابه بذكرى التأسيس الخامسة والثلاثين حول جزئية العلاقة بين حزبه وحركة الاخوان المسلمين، وإحالته هذه المرة إلى تصريح سابق قاله الاستاذ عبدالوهاب الانسي في قناة الجزيرة عام 1999م، ربما من المهم التوقف عند بعض الحقائق التي تفصل بين السياسة والحقيقة.

216.73.216.118

- حديث الاستاذ اليدومي اليوم وقبل ذلك بيان الاصلاح بهذا الخصوص عام 2016, وصولا لتصريح الاستاذ الانسي للجزيرة قبل 26 عاما، وما بينهما وقبلهما من كلام مشابه، هو كلام سليم وصحيح كليا من الناحية القانونية.

لكنه من الناحيتين السياسية والفكرية يحتاج لمراجعة.

فمن الناحية السياسية نجد اشكالية الخلط والتشكيك الذي يريده منافسوا وخصوم الاصلاح من حديث كهذا، كونهم يسعون عن عمد للتشكيك لاعتبارات السياسة والمناكفة لا الحقائق، وتحديدا لاعتقادهم بجدوى هذا الربط والترويج في ظل ارتدادات الربيع العربي ثم الازمة الخليجية الاخيرة، وتشكيكهم بما يقوله الاصلاح عن نفسه منطلقين من دائرة الاستقطاب والتنافس الاقليمي لا اكثر، ولهذا الامر بالتحديد اختار اليدومي الاحالة لتصريح تجاوز عمره ربع قرن، حيث يومها لم تكن الاخونة ولا التنظيم الدولي تهمة تستوجب النفي!.

وأما من الناحية الفكرية فإشكالية النفي هذه تدفع البعض للتوهم ان نفي الارتباط والتبعية يقتضي ضمنا اعادة تعريف حزب الاصلاح لنفسه ومنهجيته وتحلله او تنصله عن بعض أفكاره كتنظيم وتيار يمني سياسي اسلامي، او بالأصح: التيار اليمني الابرز في التعبير عن مسمى الحركة الاسلامية اليمنية، وهذه أمور يستحيل انكارها.

حركة الاخوان المسلمين التي ظهرت في مصر قبل حوالي مائة عام كتنظيم سياسي وفكري مصري، هي أيضا تحولت كطبيعة تلك المرحلة إلى حالة فكرية وتنظيمية وسياسية عربية واسلامية في اكثر من قطر عربي، ولكل قطر تجربته معها كتجارب اقطار المنطقة مع التيارات الثورية القومية والاشتراكية والبعثية التي وجدت وازدهرت قبل وجود التيار الاسلامي.

تجربة التيار الاسلامي بتوجهاته الثورية والاصلاحية والعلمية، لاشك انها أثرت كثيرا في الوعي والواقع العربي والاسلامي ولازالت، وهي بالطبع كغيرها انتجت سلبيات وايجابيات.

للنقاش العلمي الجاد للحالة اليمنية التي اثارها حديث الاستاذ اليدومي الاخير، لا بد من استدعاء محددات واضحة وناظمة.

بالاستناد على هذه المحددات يمكن التقييم المنطقي بسهولة دون مناكفة الخصوم والاقران، أو تنصلات ومخاوف ورهبة اللحظة التي ستتلاشى مهما طالت.

- تنص المادة 5 من دستور الجمهورية اليمنية على التالي:

((يقوم النظام السياسي للجمهورية على التعددية السياسية والحزبية وذلك بهدف تداول السلطة سلمياً، وينظم القانون الأحكام والإجراءات الخاصة بتكوين التنظيمات والأحزاب السياسية وممارسة النشاط السياسي.)).

ولتحقيق وتنظيم هذا المبدأ الدستوري المجمل وجعله مفصلا، جاء قانون الاحزاب والتنظيمات السياسية الصادر برقم 66 للعام 1991م.

فيما نحن بصدد مناقشته نصت المادة ( من القانون التي حددت تسعة اشتراطات لتأسيس الاحزاب ومحاذيرها، جاء ضمنها هذا النص:

((يشترط لتاسيس اي حزب او تنظيم سياسي او للاستمرار في ممارسة نشاطه ما يلي:

سابعا: ان لا يكون الحزب او التنظيم السياسي تابعا لاي حزب او تنظيم سياسي او دولة اجنبية ، ويحق لاي حزب او تنظيم سياسي اقامة علاقات ثنائية متكافئة، مع اي حزب او تنظيم سياسي غير يمني وبما لا يتعارض مع المصلحة الوطنية العليا ونصوص الدستور والقوانين النافذة)).

المادة هنا واضحة، تجرم بوضوح تبعية أي تنظيم سياسي لأي حزب أجنبي أو دولة أجنبية، وفي ذات المادة يؤكد حق أي حزب سياسي في (( اقامة علاقات ثنائية متكافئة، مع اي حزب او تنظيم سياسي غير يمني)).

بين التبعية المجرمة قانونا، والعلاقات الثنائية المتكافئة تعالوا نستعرض تجربتنا الحزبية اليمنية وتاريخها، عرفت بلادنا العمل الحزبي مبكرا منذ الاربعينات وتأثرت بكل التيارات التي شهدتها المنطقة.

في التعامل الرسمي مع الحزبية، للقاضي الراحل عبدالرحمن بن يحيى الارياني ثاني رئيس للجمهورية في الشطر الشمالي، مقولة ظريفة جاء فيها (نرفض الحزبية سواء أطلت علينا بقرون الشيطان أو بمسوح الرهبان فهي تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة).

ورغم هذا المنع الرسمي فقد كان عهده رحمه الله من أخصب الفترات التي ازدهرت فيها الحياة الحزبية تحت الطاولة.

عن التبعية للخارج والعلاقات الثنائية المتكافئة في الحياة الحزبية اليمنية تعالوا نستعرض هذه الحقائق:

- حزب البعث العربي الاشتراكي - قطر اليمن

كان ولا زال من أقدم الاحزاب التي شهدتها اليمن والمنطقة، وكان له حظوة وانتشار ونفوذ في قمة هرم السلطة.

نلحظ بسهولة من التسمية والاضافة المذيلة بإسمه: (قطر اليمن)، أنها اشارة لاعتبار الحزب في نسخته اليمنية مجرد فرع محلي يمني من الحزب الذي يحمل الاسم ذاته ويحكم بشكل مطلق العراق وسوريا وبلدان أخرى.

حتى قيادة الحزب العليا في اليمن، كان اسمها القيادة (القطرية) ويترأسها (أمين سر القطر) وليس أمينا عاما، إذ يوجد أمين عام (قومي) واحد على المستوى العربي هو المفكر العربي السوري ميشيل عفلق.

بعد الانشقاق الذي تعرض له البعث عربيا صار له أمين عام قومي في بغداد (صدام حسين) وأمين عام قومي في دمشق (حافظ أسد)، وانعكس الانشقاق على فرع صنعاء فصار قاسم سلام أمينا لسر جناح بغداد، وعبدالوهاب محمود أمينا لسر جناح دمشق.

وغير بعيد عن القومية البعثية، في الحالة الناصرية يمنيا شهدت بلادنا وجود ثلاثة أحزاب تحمل في عنوانها اسم (الناصري) نسبة للزعيم القومي العربي الكبير جمال عبدالناصر، كل طرف فيها يدعي انه الممثل الشرعي في اليمن لوراثة فكرة الرئيس المصري عبدالناصر وحتى اسمه، وهناك دكان رابع لم ثتبت نسبته الشرعية يملكه اللواء مجاهد القهالي.

الناصري اليمني عضو فاعل في (المؤتمر القومي العربي)، وهو اجتماع دوري كان ينعقد عربيا بمشاركة كل التيارات الناصرية.

وفي زاوية اليسار الثوري، كان الحزب الاشتراكي اليمني أحد أبرز التيارات الفكرية والسياسية التي شكٓلت وجه اليمن المعاصر، حكم جنوب اليمن منفردا لعقدين ووقع اتفاقية الوحدة كقيادة حزبية وأثرى الحياة السياسية شمالا وجنوبا ولا زال ايجابا او سلبا.

الحزب الاشتراكي اليمني كان نسخة مكتملة فكريا وعسكريا وفرعا يمنيا من التنظيمات والاحزاب الاشتراكية التي ازدهرت عربيا منتصف القرن الماضي كامتداد لمنظومة وتجربة الاشتراكية الدولية الشرقية المنبثقة عن الاتحاد السوفيتي والصين قبل انهيار القطبية الثنائية.

الاشتراكي اليمني لا زال حتى اليوم عضو في اتحاد الاشترتكية الدولية ويشارك سنويا اجتماعات تنظيمها الدولي رغم تفكك النظرية الاشتراكية الاقتصادية والاجتماعية التي كانت جوهر نظامها السياسي بمواجهة الرأسمالية.

هذه ابرز تيارات اليمن السياسية المعاصرة وجزء من توضيح علاقتها بشبيهاتها او حاضناتها الاقليمية والدولية.

***

في التجربة الاسلامية اليمنية التي يعد التجمع اليمني للاصلاح أبرز تياراتها، وتعد جماعة الاخوان المسلمين المصرية أقدم كياناتها وفاعليها عربيا, وفي ظل مركزية مصر السياسية والفكرية على المستوى العربي خصوصا في القرن الماضي لا بد من الاقرار بعدة حقائق:

- مصر - بكل مكوناتها وألوانها الفكرية والسياسية والرسمية والثقافية والفنية والعلمية، ظلت هي القطر العربي الاكثر تأثيرا والاكبر حجما في حياة العرب والمسلمين ومنها انطلقت حركة التجديد والاحياء والتغريب وتمددت نحو باقي الشعوب، اليسار واليمين والفكر والفن والتحرر والتقليد والجمود والانفتاح, ولم تكن اليمن بعيدة عن هذا التأثر والمركزية.

- البعثات التعليمية والهجرات الشابة اليمنية بحثا عن التعليم الحديث منذ الاربعينات نحو مصر، تركت تأثيرات فكرية وبصمات واضحة في المشهد اليمني ووجدت طلائع الحركة الاصلاحية اليمنية في مصر بغيتها وسندها وصوتها المسموع بحثا عن التحرر من الامامة والاستعمار.

- كان لمصر رسميا وفكريا وتيارات حضور مبكر في اليمن، تأثير جماعة الاخوان في ثورة الدستور اليمنية عام 1948 ليس خافيا، لكن الاكثر أهمية وادهاشا هو استمرار هذا الاهتمام المصري بالحالة اليمنية، عقب سقوط فاروق وقيام جمهورية مصر وحل جماعة الاخوان ودخولهم في خصومة حادة مع السلطات، واصلت مصر رسميا كحكومة الجهد ذاته في اليمن باحتضانها للحركة الوطنية وفتح ابوابها لمن شردوا عقب فشل ثورة الدستور، وصولا إلى التدخل المهول لنصرة واسناد ثورة 26 سبتمبر.

- اثر فشل ثورة الدستور، واجه الاستاذ محمد محمود الزبيري الذي كان وزير معارفها وأبرز مهندسيها وصوت اليمن الفصيح مصيرا مأسأويا كغالبية رجالات حركات التحرير التي تنهزم، ضاقت في وجهه كل بلاد العرب ولم يكن ثمة مأوى لمتشرد مثله غير في باكستان التي انفصلت العام ذاته عن الهند، وقضى سنواته يبيع الخردوات في بيت من صفيح.

وفور نجاح ثورة مصر وقيام جمهوريتها انفتحت أمامه ابوابها التي أغلقت طويلا، وإلى القاهرة تقاطر آباء الثورة ونخبها وفتحت له اذاعة صوت العرب منابرها ومن هناك عاد ورفاقه نحو صنعاء اعضاء في حكومة ظافرة.

محمد محمود الزبيري، الشهيد والمفكر والثائر والمناضل والاديب والمؤرخ والانسان، نموذج واضح وصورة مفصلة لخصوصية الحركة الاصلاحية اليمنية وطبيعتها التي لم يفهمها كثيرون ويسعى عمدا لعدم فهمها آخرون.

الزبيري الذي ترى فيه الحركة الاسلامية اليمنية المعاصرة مؤسسها وملهمها الاول، وترى في ذاتها امتدادا لحركة الاصلاح والاحياء والاجتهاد الديني والاجتماعي والسياسي هم التجربة والقصة التي لم تُقرأ حتى اليوم كما يجب، لا في سياقاتها المحلية ولا الخارجية رغم ما تمثله من حالة إلهام تؤهلها لأن تكون نبراسا للنضال.

استقر المقام بالزبيري بداية الاربعينات في القاهرة وعاش بين أزهرها الشريف ورجالاته ونخبها ونخب البلاد الاسلامية يشرح لهم قضية بلاده ، وتعرف فيها على جماعة الاخوان المسلمين ووجد فيهم من يشبههم ويشبهونه، عاد ليهندس مع أحرار شعبه رؤية اصلاحية متقدمة وطموحة، دستور وشورى ودولة وطنية وتعليم وتنمية، قدموها كمطالب لكنها قوبلت بصد الامام ورجعيته وانتهت بالمذابح لرجالاتها ومقتل الامام وتشرد الزبيري مرة اخرى.

من الباكستان ثم القاهرة استمر الزبيري في التذكير بعدالة قضية بلاده، بل التذكير ببلاده كلها التي صارت مجهولة للعالمين بعد أن كانت في صدارة التاريخ والفعل الحضاري.

اثر الازمات والخلافات التي شهدتها الساحة المصرية، خصوصا بين الاخوان والزعيم جمال عبدالناصر، انعكس الاقسام عربيا في غالبية الاقطار أشد مما هو في مصر ذاتها، فمصر مركزية ومؤثرة والناس صاروا مع أو ضد أحد أطرافها.

في تلك المرحلة العربية التي أفرزتها الحياة السياسية المصرية إلى لونين وحيدين صارخين، أسود وأبيض، لا تكاد تجد حركة اسلامية او قومية اعتدلت وتعاملت بإنصاف واحترام بين جمال عبدالناصر وسيد قطب، لكن ذلك حصل مع الحركة الاصلاحية اليمنية فقط وفقط!.

بل تجاوزت خصوصية التيار الاسلامي اليمني هذه المساحة إلى آفاق أوسع، من يقرأ قصيدة الزبيري في الملك عبدالعزيز آل سعود وقصائده في جمال عبدالناصر وصرخاته المدوية في مناهضة الامامة، يعرف كم أن اليمن الاصيل لا يفرط بإخوانه العرب ولا يرغب ان يكون طرفا في خصوماتهم البينية انطلاقا نن اقتناعه بحاجة بلاده لكل جهد عربي صادق.

في ذروة الصراع بين الزعيمين العملاقين جمال عبدالناصر وفيصل بن عبدالعزيز، لم يسجل للزبيري ولا لرفاقه من المصلحين اي انخراط او تحريض يشبه حماقات الخطاب الثوري المتطرف ضد محيطه العربي.

الحركة الاسلامية اليمنية المعاصرة تأثرت ولاشك بتجربة وتنظيرات جماعة الاخوان المسلمين فكريا وثقافيا وتعليميا، وعملت بكل جهدها على تكييف ما وصلها من أدبيات ونظريات الاخوان والحركة السلفية الوهابية في مكة والمدينة ونجد والجماعة الاسلامية في الباكستان وغيرها من حركات الاصلاح الديني، بما يناسب وضع اليمن التي وصلت بفعل الامامة إلى ما قبل الحياة البشرية، وقد ساهمت نخب المبتعثين العائدين من مصر والسعودية وبقية الدول في عكس معارفهم وتأثراتهم على مراحل تأسيس الاصلاح، وكانت الكوادر التي عادت من السعودية اكثر عددا ونوعا.

كان التعليم اهم ثورة ناضل من اجلها التيار الاصلاحي اليمني، لم تكن اليمن قبل قيام الثورة تعرف شيئا اسمه الجامعات وعلوم الطب والهندسة، كان المتعلمون بالمئات فقط، وهنا استهلك الاصلاحيون الاوائل جل جهدهم وطاقاتهم فأحدثوا بذلك ثورة تشبه المستحيل.

مثلت تجربة المعاهد العلمية في اليمن - كمؤسسة تعليم حكومية قام عليها الاسلاميون بشكل شبه كلي - خلاصة مكثفة من تجربة المعاهد الازهرية في مصر والمعاهد العلمية في السعودية.

التجربة الاسلامية الاصلاحية اليمنية ترى في نفسها امتدادا ووريثا لحركة الاصلاح والاجتهاد التي بدأها الهمداني ونشوان الحميري والشوكاني وا لصنعاني وصولا إلى الاب المؤسس محمد محمود الزبيري ولم تتنصل يوما عن استفادتها من تجربة السعودية الوهابية والاخوانية المصرية واستنارتها بجهود الفادي العظيم الشهيد العراقي جمال جميل والجزائري الورتلاني، ذلك ان الفكر والعقل لا حدود له ولا قيود، أما في الممارسة فهي يمنية وطنية خالصة ولو ارادت لاختارت مبكرا لها اسما منسوخا في زمن كان غيرها ينسخ الاسماء والافكار ويستنسخ الوجوه أيضا.

من يزايدون اليوم على الاصلاح باتهامه بعلاقته بالاخوان، اعتقادا منهم ان ذلك يصلح فزاعة لدى الخليج، هم ذاتهم الذين كانوا إلى سنوات قريبة يتهمون الاصلاح بكونه وهابيا سعوديا بل ويعتبون عليه انه لا يشبه الاخوان المسلمين!.

نعم .. الذين كانوا يجزمون صباحا ومساء أن مشكلتهم مع الاصلاح هي عدم قبوله الانخراط في حملات تحريض مشبوهة ضد المملكة والخليج، ورفضه مجاراة وسائل اعلام معارضة وموالية وأبواق مأجورة اقتاتت لعقود من شتيمة ما كانوا يسمونه (السعودية والوهابية الرجعية وامارات النفط العميلة والعائلات التي صنعها الاستعمار)، هم ذاتهم اليوم من يتوهمون أن لاحظ لهم ولا مستقبل ولا حياة ولا تمويل الا بشتيمة الاصلاح ولو بإكليشة جديدة : أنتم اخوان!.

وهؤلاء هم أنفسهم أو في غالبيتهم من كانوا يوما يراهنون على المشروع الايراني وأذرعته في المنطقة ليخلصونهم من الاصلاح ونظائر الاصلاح، وظلوا أزمانانا يبتزون بعمائم الطائفية السوداء حكوماتهم المحلية وأنظمة الخليج، توهموا ذلك شطارة لكنهم اكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم هم من كانوا بيادق رخيصة بيد المشروع الخميني تركها في العراء عند أول منعطف.

السياسة وعلاقات الدول ببعضها وتقييمها للقوى والمكونات هي أمور تحكمها المصالح المبنية على الحقائق يا هؤلاء، ليس بالعواطف والاحقاد والوشايات تبنى وتكبر الاحزاب والكيانات.

قد تُملأ الجيوب وتنتفخ الكروش أحيانا ببيع المواقف وحملات التضليل، لكنها مجرد أمور طارئة لا تدوم، تفرضها إما حالات إلتباس تزول، او تمررها عن عمد تكتيكات محددة أهدافها سلفا.

ومثلما تلاشت انتفاشات كثيرة كانت تقوم على الوهم ومصادمة المجتمع والتنكر لثوابته وتجاوز سنن الله في السعي والتدافع والاكتساب، وشاهدنا سقوط مشاريع وشطحات كثيرة، سيتلاشى المشروع الطائفي وتنتصر الشعوب وتنقشع أقنعة الزيف والتزييف.

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۗ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ).

موضوعات متعلقة