الأحد 21 سبتمبر 2025 11:05 مـ 29 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

عُثر عليه مهجورًا على الحدود.. شاب مريض يصارع الموت تحت سلم دورة مياه مسجد بعد تخلي مهرّبين عنه

الإثنين 22 سبتمبر 2025 12:06 صـ 30 ربيع أول 1447 هـ
الشاب
الشاب

في حادثة إنسانية مأساوية تثير التساؤلات حول ضمير الإنسان وقيم التضامن، عُثر يوم أمس على شاب يعاني من حالة صحية حرجة ملقى على أحد الطرق القريبة من الحدود بين اليمن والسعودية، بعد أن حاول الوصول إلى مجموعة من الأشخاص الذين سبق أن ساعدوه في عملية تهريب، لكنهم تخلّوا عنه فجأة وطردوه من مكان إقامته المؤقت، تاركين إياه وحيدًا يواجه مصيره بين البرد والمرض.

216.73.216.118

وبحسب مصادر محلية، فإن الشاب اليمني – الذي لم يُكشف عن هويته – كان يعاني من أعراض مرضية شديدة، منها ارتفاع في درجة الحرارة، وهزال عام، وصعوبة في الحركة، ما جعله عاجزًا عن تدبير أمره بنفسه. وبعد أن تخلّى عنه المهرّبون، تجوّل في الشوارع لساعات طويلة قبل أن يستقرّ تحت درج يؤدي إلى دورة مياه في مسجد محلي، ليتخذ منه ملجأً وسقفًا يقيه برد الليل، رغم أنه لا يوفر له أدنى شروط الحياة أو الرعاية الصحية.

وقد لاحظ بعض المصلين والمارة حالته المزرية صباح اليوم التالي، فهرعوا لتقديم المساعدة العاجلة، حيث قاموا بإعطائه ماءً وطعامًا بسيطًا، وحاولوا تدفئته ببطانيات، فيما تواصل آخرون مع مراكز طبية قريبة لتقديم الإسعافات الأولية. وقال أحد المتطوعين: "وجدناه منهكًا، لا يقوى على الكلام، عيناه غائرتان، وجسده يرتجف من البرد والحمى. لم نستطع نقله إلى المستشفى فورًا بسبب غياب الوثائق، لكننا نعمل على تأمين مساعدة طبية عاجلة له".

وأثارت الحادثة موجة من التعاطف والاستنكار في أوساط المجتمع المحلي، إذ انتقد ناشطون إنسانيون تصرف المهرّبين الذين استغلوا وضع الشاب الهش ثم تخلّوا عنه في أشد لحظات حاجته، واصفين ذلك بـ"الجريمة الأخلاقية".

كما دعا آخرون الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية إلى التدخل الفوري لإنقاذ حياته، وتقديم العلاج اللازم له، وتأمين مأوى آمن يحفظ كرامته.

ويُذكر أن الشاب لا يزال يقيم في نفس المكان حتى لحظة كتابة هذا الخبر، في ظروف بالغة القسوة، فيما تتكاثر الجهود الشعبية لجمع تبرعات عينية ومالية لمساعدته، في انتظار تحرك رسمي أو إنساني عاجل يضع حدًا لمعاناته.

إن هذه الحادثة ليست مجرد قصة فردية، بل هي صرخة في وجه ضمير المجتمع والمؤسسات، تذكّرنا بأن الإنسان، أينما كان وأياً كان، يستحق أن يُعامل بإنسانية، لا أن يُترك لمصيره تحت سلم مسجد، وحيدًا، مريضًا، ومُهمَلًا.

موضوعات متعلقة