• الرئيسية
• المشهد اليمني

بعد عقود من النضال والتضحيات، ارتفعت راية فلسطين اليوم الاثنين فوق مبنى السفارة الفلسطينية في العاصمة البريطانية لندن، في مشهد وصف بالتاريخي، عقب إعلان الحكومة البريطانية اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.

خلال المراسم، أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، أن هذه الخطوة تمثل "قراراً تاريخياً" يترجم دعم بلاده لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مشدداً على أن الاعتراف ليس رمزياً بل إعلان نوايا واضح، ضمن مساعٍ لإنهاء العنف وتحقيق سلام دائم.

216.73.216.118

وأوضح أن لندن ستواصل دعم السلطة الفلسطينية في جهود الإصلاح وبناء مؤسسات الدولة، بما يضمن المساواة في الحقوق المدنية والدينية لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.

في كلمته، وصف السفير الفلسطيني لدى بريطانيا، حسام زملط، القرار البريطاني بأنه "تاريخي"، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 60 سفيراً من مختلف الدول في هذا الحدث. وأكد أن الاعتراف يأتي في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لـ"تطهير عرقي ووحشي"، معتبراً الخطوة رفضاً واضحاً لاستمرار الاحتلال و"الإبادة الجماعية" التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، ومؤكداً أن الشعب الفلسطيني مصمم على الصمود والمضي نحو العدالة والسيادة.

من جانبه، شدد رئيس وزراء اسكتلندا جون سويني على أن ما يحدث في فلسطين يمثل "إبادة يجب أن تتوقف فوراً"، داعياً الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات قوية للضغط على إسرائيل وحماية المدنيين. وأوضح أن الاعتراف البريطاني يشكل لحظة فارقة للشعب الفلسطيني، لكن المرحلة المقبلة يجب أن تركز على تجسيد الدولة الفلسطينية على أرض الواقع.

فالكونر عاد ليؤكد أن القرار البريطاني يعكس رفض لندن للانتهاكات الإسرائيلية، من العنف والتوسع الاستيطاني إلى حرمان الفلسطينيين من حقوقهم، مذكراً بأن الحرب في غزة أودت بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء. وأضاف أن "السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين".

وفي السياق ذاته، قال عميد الدبلوماسيين في بريطانيا، إيفان روميرو مارتينيز، إن الاعتراف البريطاني يمثل بداية نحو خطوات دولية أكثر جدية لحماية الأرواح، مضيفاً: "أرفع صوتي داعياً لتحرير فلسطين".

بهذا القرار، يرتفع عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعترف بدولة فلسطين إلى 153 دولة، منذ إعلانها رسمياً في الجزائر عام 1988 على يد الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقالات، متجاهلة النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف هذه الجريمة.

ووفق الإحصاءات الفلسطينية، أسفر العدوان عن أكثر من 232 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب ما يزيد على 11 ألف مفقود. كما تسببت الحرب في نزوح مئات الآلاف، ووقوع مجاعة أودت بحياة عدد كبير من المدنيين معظمهم من الأطفال، فضلاً عن الدمار الشامل الذي محا معظم مدن ومناطق القطاع من الخريطة.