دواء جديد للتوحد يحسن التواصل والانتباه لدى الأطفال

أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية رسميًا اعتماد دواء "ليوكوفورين" كعلاج جديد يستهدف حالات معينة من اضطراب طيف التوحد، وذلك بعد أن أثبتت التجارب السريرية فعاليته في تحسين قدرات الأطفال المصابين على التواصل واللغة والمهارات الاجتماعية.
ويعمل "ليوكوفورين" على تقليل النوبات والمشكلات الحركية، كما يعزز الانتباه والتركيز، مما يساعد الأطفال على التفاعل بشكل أفضل مع محيطهم الاجتماعي. ويُستخدم الدواء بشكل خاص في الحالات المرتبطة بنقص الفولات الدماغي، وهو ما يمنح الأمل في تطوير علاجات أكثر شمولًا لأنواع التوحد الأخرى في المستقبل.
كما تُظهر الدراسات أن مكونات الدواء تلعب دورًا مهمًا في دعم تكوين خلايا الدم الحمراء، خاصة خلال فترة الحمل، مما يسهم في تقليل خطر الإصابة بعيوب خلقية في الدماغ والعمود الفقري لدى الجنين.
ورغم الترحيب العلمي بهذا التطور، فإن استخدام "ليوكوفورين" لا يشمل جميع حالات التوحد، بل يُخصص للحالات التي تُظهر خللًا في امتصاص الفولات داخل الجهاز العصبي المركزي، وهو ما يستدعي تشخيصًا دقيقًا قبل وصف العلاج.
معلومات علمية عن الدواء
216.73.216.39
ليوكوفورين هو الشكل النشط من حمض الفوليك، ويُستخدم طبيًا لتعويض نقص الفولات في الجسم، خاصة في حالات تتعلق باضطرابات التمثيل الغذائي أو التأثيرات الجانبية لبعض أدوية السرطان.
نقص الفولات الدماغي هو اضطراب نادر يتمثل في انخفاض تركيز الفولات في السائل الدماغي الشوكي، رغم وجود مستويات طبيعية في الدم. وقد يرتبط هذا النقص بأعراض عصبية وسلوكية مشابهة لاضطراب طيف التوحد.
دراسات منشورة في دوريات علمية مثل Molecular Psychiatry وJournal of Child Neurology أظهرت أن إعطاء ليوكوفورين للأطفال المصابين بنقص الفولات الدماغي أدى إلى تحسن ملحوظ في التواصل اللفظي والانتباه والسلوك الاجتماعي، مقارنةً بمجموعات لم تتلقَ العلاج.
آلية عمل الدواء تعتمد على تجاوز الحواجز التي تمنع وصول الفولات إلى الدماغ، مما يعزز الوظائف العصبية المرتبطة بالتفاعل الاجتماعي واللغة والانتباه.
التحذيرات الطبية تشير إلى ضرورة إجراء فحوصات متخصصة لتحديد وجود نقص الفولات الدماغي قبل وصف الدواء، كما يُوصى بمتابعة دقيقة من قبل طبيب مختص في طب الأعصاب أو الطب النفسي للأطفال.