استعدادًا لاستقبال الرئيس السيسي.. احتشاد الجالية المصرية ببروكسل

شهدت العاصمة البلجيكية مشهداً وطنياً مميزاً مع توافد المئات من أبناء الجالية المصرية من مختلف الدول الأوروبية، للاحتفاء بـ زيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل للمشاركة في القمة الأوروبية – المصرية المرتقبة.
وأوضح عمرو المنيري، مراسل قطاع الأخبار بالشركة المتحدة من بروكسل، أن المصريين جاءوا من ألمانيا وفرنسا وهولندا بجانب بلجيكا، في مشهد يعكس دعمهم الكبير لسياسات الدولة المصرية، وحرصهم على متابعة تحركات القيادة السياسية في الساحة الدولية.
قمة أوروبية وُصفت بالتاريخية
وأشار المنيري إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار زيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل لحضور القمة التي وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها "تاريخية"، نظراً لطبيعتها الاستراتيجية ولما تحمله من أهمية بالغة في العلاقات بين مصر وأوروبا.
وأكد أن الرئيس السيسي وصل إلى مقر إقامته في قلب العاصمة بروكسل، تمهيداً للمشاركة في القمة التي تضم كبار قادة الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسهم أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، وأنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبي.
أهمية القمة بعد نجاح مؤتمر شرم الشيخ
وأوضح مراسل المتحدة أن القمة تأتي في توقيت بالغ الأهمية عقب مؤتمر شرم الشيخ، الذي شهد تحولاً كبيراً في الموقف الدولي بعد نجاح القاهرة في وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وهو ما لقي ترحيباً واسعاً من العواصم الأوروبية.
وأضاف أن هذه التطورات عززت من مكانة مصر كشريك إقليمي رئيسي يسعى إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مما جعل زيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل فرصة لتطوير شراكة استراتيجية متكاملة بين الجانبين.
محاور التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي
وستتناول القمة ثلاثة محاور رئيسية تشمل مجالات الطاقة والاقتصاد والأمن، بحسب ما أوضحه المنيري.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي بات يعتبر مصر شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه في ملفات الطاقة والغاز الطبيعي، بجانب دورها البارز في مكافحة الإرهاب وضبط الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط.
كما أشار إلى أن القاهرة أصبحت وجهة موثوقة للاستثمار الأوروبي بفضل الاستقرار السياسي والإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية خلال الأعوام الماضية.
القضية الفلسطينية على جدول المباحثات
ولفت المنيري إلى أن القمة الأوروبية ستبحث كذلك مستقبل الأوضاع في غزة، في ظل كون الاتحاد الأوروبي أكبر المانحين الماليين للسلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن حضور الرئيس السيسي يمنح هذه المناقشات بعداً عملياً نظراً لدور مصر المحوري في إدارة ملفات التهدئة والمفاوضات.
وأوضح أن زيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل تمثل استمراراً للدور المصري الدبلوماسي المتوازن بين جميع الأطراف، ودليلاً على ثقة المجتمع الدولي في قدرة القاهرة على التوسط من أجل السلام والاستقرار.
توقعات
من المتوقع أن تفضي القمة الأوروبية – المصرية إلى توقيع مجموعة من التفاهمات السياسية والاقتصادية التي تم التمهيد لها منذ مارس الماضي، ما يجعل زيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل خطوة جديدة في تعزيز مكانة مصر كشريك رئيسي للاتحاد الأوروبي في محيطه الجنوبي.
ويرى مراقبون أن نتائج القمة ستؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المتبادل، وتؤكد الدور المصري المتنامي في رسم خريطة الأمن الإقليمي والدولي خلال المرحلة المقبلة.