”شاهد عيان يكسر الصمت عن ساحة التغيير: ”كنا نتدرب في الصباح ونُقتل في المساء... ثم نُقدَّم للناس كضحايا سلميين!”
في شهادة صادمة تُعيد فتح ملفات مُوجعة من ذاكرة الربيع العربي في اليمن، كشف الناشط السياسي مانع سليمان عن وقائع ميدانية مُرّة جرت داخل ساحة التغيير بصنعاء خلال العام 2011م، مُشيرًا إلى أن عشرات المدنيين — بينهم خريجون جامعيون — كانوا يُرسلون سرًّا للقتال في جبهات مثل الحصبة، الصمع، ونهم، تحت غطاء "الاحتجاج السلمي"، ليُقتَلوا هناك، ثم يُعاد دفنهم لاحقًا في الساحة كـ"شهداء مظاهرات" قُتلوا برصاص النظام السابق.
وقال سليمان، في شهادته التي وصفها بـ"الصادمة والمؤلمة"، إن ما حدث لم يكن مجرد احتجاجات سلمية كما صُوِّر إعلاميًّا، بل كان استغلالًا منهجيًّا للمدنيين، حيث كان الشباب يذهبون صباحًا إلى معسكر الفرقة الأولى مدرع لتلقي تدريبات عسكرية، ثم يُوجَّهون مباشرةً إلى خطوط التماس، ليُقتل منهم من يُقتل، ويُعاد جثمانه إلى ساحة التغيير، ليُشيَّع بعد صلاة الجمعة كأنه سقط بصدرٍ عارٍ أمام مقر علي عبد الله صالح.
"أذكر وأنا في ساحة التغيير كنا مدنيين خريجين جامعات نروح نتدرب في معسكر الفرقة الأولى مدرع ونروح نقاتل في الحصبة والصمع ونهم، ويُقتل منا من يُقتل في هذه المعارك. وبعدها يتم تشييع من قُتلوا من زملائنا في الساحة بعد صلاة الجمعة على أساس أنهم مدنيين قتلهم عفاش أثناء المظاهرات وهم بصدور عارية... وهذا أمر أنا شاهد عليه بنفسي."
وذهب سليمان أبعد من ذلك، حين انتقد الاستغلال الأيديولوجي للمجتمع، مُحمّلًا جماعات إيديولوجية دينية مسؤولية إدخال المدنيين — رجالًا ونساءً وأطفالًا — في صراعات مسلحة، ليس لحماية الوطن، بل لربطهم بشعيرةٍ دينية مُسيَّسة، واصفًا ذلك بأنه "عملٌ ضروري جدًّا في نظرهم لربط المجتمع بشعيرة الجهاد، التي يعتبرونها ذروة سنام الإسلام".
وأثارت شهادة سليمان جدلًا واسعًا بين النشطاء والمؤرخين، خصوصًا في ظل غياب تحقيقات رسمية حول طبيعة الضحايا الحقيقيين في تلك المرحلة، وما إذا كانوا فعلاً مدنيين عُزل، أم مقاتلين ارتُديت لهم أثواب "السلمية" بعد الموت.













