إعصار كالمايجي يضرب بقوة.. إغلاق مطارات في فيتنام وارتفاع حصيلة الضحايا في الفلبين
تقدّم الإعصار كالمايغي بسرعة كبيرة نحو السواحل الفيتنامية، مساء الخميس، بعد أن خلّف وراءه دماراً واسعاً في الفلبين وأودى بحياة 140 شخصاً على الأقل، وفق ما أعلنت السلطات الرسمية، وتشير توقعات الأرصاد الجوية في فيتنام إلى أن الإعصار سيصل الأراضي الساحلية خلال ساعات الليل محملاً برياح عاتية قد تتجاوز سرعتها 150 كيلومتراً في الساعة، وأمواج بحرية يصل ارتفاعها إلى 8 أمتار.
إعلان حالة الكارثة الوطنية في الفلبين
أعلن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس حالة الكارثة الوطنية، مما يسمح للحكومة بتسريع صرف المساعدات الإنسانية وتحديد سقف أسعار السلع الأساسية، وقد غمرت مياه الفيضانات مناطق كاملة في مقاطعة سيبو، التي وُصفت بأنها الأكثر تضرراً من الإعصار كالمايغي هذا العام، مع تدمير مئات المنازل وتشريد الآلاف من السكان.
مشاهد مأساوية في مقاطعة سيبو
في مدينة ليلوان الواقعة بالقرب من العاصمة الإقليمية سيبو سيتي، عُثر على عشرات الجثث في مناطق غمرتها المياه، ووثّق شهود عيان مشاهد مروعة لعائلات علقت على أسطح منازلها، بينما جرفت السيول السيارات والمنازل، وقال أحد الناجين: «اتصلنا بفرق الإنقاذ لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلينا بسبب التيار القوي».
انزلاقات طينية ودمار في جزيرة نيغروس
وفي جزيرة نيغروس المجاورة، أودت الانهيارات الطينية الناتجة عن الأمطار الغزيرة بحياة ما لا يقل عن 30 شخصاً، بعدما غمرت الأوحال البركانية المنازل في مدينة كانلاون، وأوضح ضابط الشرطة ستيفن بولينار أن ثورات البركان خلال العام الماضي خلّفت مواد بركانية تراكمت على السفوح، ما جعل الأمطار الغزيرة تحوّلها إلى سيول قاتلة.
خسائر بشرية ومادية فادحة
من بين الضحايا ستة جنود لقوا حتفهم إثر تحطم مروحية أثناء مهمة إغاثة في المناطق المنكوبة، كما دُمّرت عشرات المنازل في بلدات تاليساي ونيغروس، حيث بدأ السكان في إعادة بناء منازلهم بإمكانات محدودة، وقال أحد المتضررين: «سنحتاج أشهراً حتى نعيد بناء ما فقدناه، ولا نملك سوى القليل من المال».
تحذيرات فيتنامية واستعدادات طارئة
في المقابل، حذّر نائب رئيس الوزراء الفيتنامي تران هونغ ها من أن الإعصار كالمايغي "خطير وغير اعتيادي"، داعياً السلطات إلى اتخاذ كل الإجراءات الوقائية، وأعلنت وزارة الأرصاد الجوية الوطنية الفيتنامية عن احتمال هطول أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة في المناطق الساحلية والمرتفعات.
تغيّر المناخ يزيد من شراسة الأعاصير
يرى خبراء المناخ أن ظاهرة تغيّر المناخ تزيد من حدة وتواتر الأعاصير في آسيا، إذ يؤدي ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي إلى زيادة كمية الرطوبة، مما ينتج عنه أمطار أكثر غزارة وعواصف أكثر تدميراً، وأكدت خبيرة الأرصاد شارمين فاريلا أن كميات الأمطار المسجّلة خلال 24 ساعة في سيبو تجاوزت المتوسط الشهري بأكثر من 40%.
تطورات مرتقبة وتحذيرات مستمرة
يتوقّع خبراء الطقس أن تزداد قوة الإعصار كالمايغي قبل وصوله إلى اليابسة في فيتنام، فيما تستمر السلطات المحلية والدولية في مراقبة الوضع عن كثب، ومن المنتظر أن تُعلن تحديثات جديدة حول الخسائر المحتملة والتدابير الحكومية خلال الساعات المقبلة.













