الإثنين 28 يوليو 2025 09:20 مـ 3 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

بن غفير يطالب بالقاء قنابل بدل المساعدات على غزة

الإثنين 28 يوليو 2025 04:33 مـ 3 صفر 1447 هـ
إيتمار بن غفير
إيتمار بن غفير

هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، بشدة قرار الحكومة إرسال المساعدات إلى غزة، معتبراً أن الوقت الحالي لا يحتمل أي دعم إنساني للقطاع، في ظل استمرار احتجاز الرهائن الإسرائيليين من قبل حركة حماس. وطالب بن غفير صراحة بإرسال القنابل بدل الغذاء والدواء، في تصريحات أثارت استياءً واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية.

وفي مقطع فيديو نشره على حساباته الرسمية، قال بن غفير إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرتكب "إفلاسًا أخلاقيًا" بسماحه بإدخال المساعدات إلى غزة، مضيفًا: "ما ينبغي إرساله الآن هو القنابل، لا المواد الغذائية. نحن بحاجة إلى تفجير، إلى غزو، إلى تشجيع الهجرة، والفوز في هذه الحرب".

صراع داخلي داخل الائتلاف الحاكم بسبب المساعدات إلى غزة

تصريحات بن غفير جاءت تزامنًا مع رفضه الحاد لقرار الحكومة الإسرائيلية القاضي بزيادة المساعدات إلى غزة، معتبرًا أن الخطوة تمثل "استسلامًا صريحًا لحركة حماس". وأفادت وسائل إعلام عبرية أن الوزير المتطرف يشعر بالإقصاء من نقاشات الحكومة المتعلقة بغزة، وهو ما دفعه للضغط على حلفائه السياسيين لاتخاذ موقف موحد.

وفي هذا السياق، اقترح بن غفير على وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، تشكيل "كتلة مانعة" داخل الائتلاف الحاكم، تهدد بالانسحاب من الحكومة في حال لم يتم التراجع عن إدخال المساعدات إلى غزة.

الجيش يعلن تعليقًا تكتيكيًا والانتقادات الدولية تتصاعد

في تطور موازٍ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ "تعليق تكتيكي" للعمليات العسكرية في مناطق محددة داخل القطاع، نتيجة ازدياد الضغط الدولي بسبب تفاقم أزمة المجاعة في غزة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وفي المقابل، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديدًا مباشرًا لحركة حماس قائلاً: "إذا لم تُفرج حماس عن الرهائن، فسنفتح أبواب الجحيم في غزة"، ما يعكس تصاعدًا في لغة الخطاب العسكري في ظل التوترات السياسية.

رسائل دينية تندد بسياسات إسرائيل ضد غزة

في موقف نادر، وقع مئات الحاخامات اليهود من مختلف دول العالم على رسالة مشتركة تدين استخدام التجويع كسلاح حرب، في إشارة واضحة إلى تقليص المساعدات إلى غزة. الرسالة وصفت الوضع بأنه "أزمة أخلاقية خطيرة" وطالبت الحكومة الإسرائيلية بوقف العقوبات الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين.

وأوضحت الرسالة: "لا يمكن تبرير قتل المدنيين أو منع الغذاء والماء والدواء عنهم"، مؤكدة أن هذه السياسات "تتعارض مع القيم اليهودية الأساسية".

تصدع في حكومة نتنياهو وانهيار إعلامي وسياسي

لم تكن تصريحات بن غفير وحدها ما أثار الجدل، فقد وجّه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو، مشيرًا إلى أنها "انهارت سياسيًا وإعلاميًا"، وأن بعض وزرائها "يتسببون بضرر بالغ لصورة إسرائيل عالميًا".

وبينما تتصاعد حدة الانقسام السياسي بشأن استمرار الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية غير مسبوقة تهدد استقرارها، في وقت يتجه فيه الوضع الإنساني في القطاع إلى كارثة حقيقية.