ظاهرة خطيرة في إب: ملاحقة وضرب مسنين تحت مسمى ”التسلية”

أثارت واقعة اعتداء وحشي تعرض لها مسن يبلغ من العمر نحو 75 عامًا في مدينة إب، موجة غضب واستياء شعبياً واسعاً، بعد أن ظهرت تفاصيل مروعة عن ملاحقة مجموعة من الشبان له بشكل متكرر، وإهانته بالكلام البذيء، بل والاعتداء عليه جسدياً برشقه بالحجارة، في مشهد يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقيم الإنسانية والدينية.
ووفق مصادر محلية، فإن المسن، الذي يعيش في حارة المزف بحي الحراج، بالقرب من مستشفى المنار، وينحدر من مناطق حراثة السفلى والعليا وحارة مؤسسة الموجاني بمفرق ميتم، بات منذ فترة طويلة هدفاً للمضايقة اليومية من قبل مجموعة من الشبان، الذين حوّلوا معاناته إلى مصدر "تسلية" لهم، حيث يلاحقونه في الشوارع، ويوجهون إليه ألفاظاً مسيئة، ويقذفونه بالحجارة دون رادع من ضمير أو خوف من الله.
وأكدت المصادر أن الحادث بلغ ذروته مؤخراً، حين أصيب المسن بجرح نافذ في منتصف رأسه جراء رمي كثيف بالحجارة، ما استدعى تدخل المصلحين ونقله لتلقي الإسعافات الأولية، في ظل مخاوف من تفاقم حالته الصحية، خاصةً وأنه يعاني من ظروف معيشية صعبة، ويُعيل أسرة نازحة تعتمد عليه في مصادر الرزق.
وأعرب الأهالي عن صدمتهم من تصرفات الشبان، معتبرين أن ما جرى "جريمة بحق الإنسانية والدين"، ويشكل انتهاكاً صريحاً لقيم المجتمع اليمني الراسخة في احترام كبار السن، والرحمة بالضعفاء، والحفاظ على كرامة الإنسان، بغض النظر عن حالته الاجتماعية أو الصحية.
ودعا عدد من أفراد الأسرة والوجهاء والناشطين المحليين، إلى تدخل عاجل من قبل أسرة المسن، ومشايخ العقال، والجهات المختصة، للوقوف أمام هذه الظاهرة الخطيرة، وضبط المتورطين في الاعتداء، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد السلم الاجتماعي وتنسف قيم التآلف والتراحم.
وأكد المتضررون أن الصمت عن هذه الأفعال يُعد تواطؤاً مع المعتدين، ويدفع نحو تفشي ثقافة العنف، خاصةً ضد الفئات الضعيفة من كبار السن والأطفال والنازحين، مشددين على ضرورة تفعيل دور المجتمع في حماية المهمشين، وترسيخ مبدأ "لا يُؤذى ضعيف في أمة محمد".
وأصبحت قضية المسن رمزاً لضرورة حماية كبار السن، ووضع حدٍّ للإفلات من العقاب، في ظل تزايد الحوادث المشابهة في مناطق متفرقة من البلاد، ما يستدعي وقفة جادة من المؤسسات المجتمعية، ورجال الدين، ورجال القبيلة، لاستعادة القيم الإنسانية، وفرض هيبة المجتمع على المعتدين.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الأسرة جهودها للبحث عن حماية قانونية ومجتمعية للمسن، تبقى قضيته نداءً ملحاً لكل محب للخير: "أين الرحمة؟ وأين احترام الشيبة في زمن تكاد تضيع فيه القيم؟".