”هل يُبنى مستقبل اليمن على أنقاض الفساد؟ تصريح صادم من مستشار يهزّ المشهد”

أكد صالح العمار، المستشار السابق في شركة أرامكو السعودية، أن جزءًا كبيرًا من القادة السياسيين وأعضاء الأحزاب في اليمن لا يمتلكون الكفاءة السياسية أو القيادية الحقيقية، بل ينتمون في جوهرهم إلى عالم التجارة، حيث يستخدمون مواقعهم السياسية كوسيلة لتحقيق مكاسب مالية شخصية.
وقال العمار:
"عدد غير قليل من هؤلاء القادة ليسوا رجال حرب ولا رجال دولة، بل رجال أعمال يستفيدون من النفوذ والنفوذ الممنوح لهم لفرض احتكارات، وتوجيه العقود، وتحقيق أرباح طائلة من خلال أنشطة تجارية مباشرة أو غير مباشرة، في ظل غياب الرقابة والشفافية."
وأشار إلى أن هذا التداخل بين السياسة والتجارة لا يُسهم فقط في تقويض مؤسسات الدولة، بل يُعمّق من حالة الفساد المالي والإداري، ويعيق أي جهود حقيقية لإعادة الإعمار أو بناء اقتصاد مستقر.
وأكد العمار أن اليمن قد يحتاج إلى أكثر من 30 عامًا للتعافي من الأضرار الهيكلية التي لحقت ببنية الدولة والمجتمع جراء الحرب المستمرة منذ نحو عقد، موضحًا أن الصراع لم يدمّر البنية التحتية فحسب، بل أدى إلى انهيار كامل في النظام الاقتصادي، وانهيار العملة، وارتفاع معدلات البطالة والفقر إلى مستويات قياسية.
وأضاف:
"الحرب لم تكن فقط على الأرض، بل كانت حربًا على الإنسان اليمني. والآن، بعد كل هذه السنوات، نجد أن الأولوية يجب أن تكون لإنهاء الصراع، وبدء عملية تعافٍ شاملة تشمل إعادة بناء الثقة، وإصلاح المؤسسات، وتحقيق العدالة الاقتصادية."
الأزمة الإنسانية: معاناة لا تنتهي
وأوضح العمار أن الإنسان اليمني في الشمال يعاني من مظالم واسعة النطاق، تفوق في بعض الجوانب ما يعانيه سكان الجنوب، مشيرًا إلى أن الأزمة الإنسانية هناك تشمل:
- ارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 80% وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
- انعدام الأمن الغذائي لأكثر من 17 مليون يمني.
- نزوح داخلي لأكثر من 4 ملايين شخص.
- تدهور حاد في الخدمات الأساسية، مع إغلاق أكثر من 50% من المراكز الصحية، وتوقف آلاف المدارس عن العمل.
وأكد أن هذه المعاناة لا تُقاس فقط بالأرقام، بل بفقدان الأمل لدى جيل كامل من الشباب الذين نشأوا في ظل الحرب، ويفتقدون إلى التعليم، والفرص، والأمن.