• الرئيسية
• المشهد الدولي

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عن أمله في استمرار ما وصفه بـ"الحوار البنّاء" مع الولايات المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية، مؤكداً في الوقت ذاته أن روسيا "اضطرت للرد" على تحركات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي اتهمه بمحاولة "ابتلاع" الفضاء السوفيتي السابق بالكامل.

بوتين: لا مانع من انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي.. لكن الناتو خط أحمر

216.73.216.166

وفي تصريحات أدلى بها خلال لقائه مع رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيتسو، في العاصمة الصينية بكين، قال بوتين إن موسكو "لن تعارض مطلقاً انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي"، لكنه شدد في المقابل على أن انضمام كييف إلى حلف الناتو هو "أمر غير مقبول إطلاقاً" بالنسبة لروسيا.

الرد الروسي على الهجمات الأوكرانية مستمر

أشار بوتين إلى أن بلاده "تسامحت لفترة طويلة" مع الهجمات الأوكرانية التي استهدفت منشآت الطاقة الروسية، لكنها الآن بدأت "بالرد بشكل جدي"، لافتاً إلى أن كييف تحاول إلحاق الضرر بالبنية التحتية الروسية كرد فعل على الضربات الموجّهة لمواقعها العسكرية، لكن الضرر يمتد كذلك إلى شركاء روسيا في المنطقة.

المطالب الروسية في تسوية الحرب: لا توسع للناتو وضمانات قانونية

سبق أن كشفت مصادر روسية، في 22 أغسطس، أن موسكو طالبت في أي تسوية محتملة للحرب في أوكرانيا، بما يلي:

• تقديم تعهد قانوني ملزم من الناتو بعدم التوسع شرقاً.

• فرض قيود على حجم وتسليح الجيش الأوكراني.

• الاتفاق على عدم نشر قوات غربية داخل الأراضي الأوكرانية حتى في إطار قوة حفظ سلام.

بوتين: لا نخطط للهجوم على أوروبا.. "الهستيريا الغربية" غير منطقية

وفي ردّ مباشر على ما وصفها بـ"الهستيريا في الدول الغربية" حول خطط روسيا لمهاجمة أوروبا، قال بوتين:

"هُم خبراء في القصص الخيالية وأفلام الرعب، وأي شخص عاقل يدرك أن روسيا لا تخطط لمهاجمة أحد".

وأضاف أن هدف روسيا الوحيد في أوكرانيا هو "حماية مصالحها الوطنية"، وليس شنّ حروب جديدة.

بوتين يناقش مستقبل أوكرانيا مع ترمب خلال قمة ألاسكا

قال بوتين إنه ناقش خلال قمة ألاسكا الأخيرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سبل التوصل إلى تسوية تضمن أمن أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، معرباً عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى توافق بين موسكو وواشنطن.

وأكد أن الاتصالات الجارية مع الإدارة الأميركية الجديدة "تُظهر أنها تُصغي إلى وجهة النظر الروسية"، في إشارة إلى ترمب وفريقه.

فرنسا تستضيف اجتماع "تحالف الراغبين" لدعم أوكرانيا

بالتزامن مع التصريحات الروسية، تستضيف فرنسا، الخميس، اجتماعًا افتراضيًا لما يُعرف بـ"تحالف الراغبين"، والذي يضم نحو 30 دولة، لمناقشة تقديم دعم أمني لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو.

وذكر بيان صادر عن الإليزيه أن الاجتماع سيُقيّم الجهود السابقة، ويناقش رفض روسيا المستمر للسلام، إلى جانب ترتيبات الضمانات الأمنية المستقبلية لكييف.

ترمب: لقاء بوتين وزيلينسكي "غير مرجّح".. وقد نساعد بطائرات لا بجنود

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مقابلة مع صحيفة "ديلي كولر" الأوكرانية، إنه لا يتوقع عقد لقاء قريب بين بوتين وزيلينسكي، معتبرًا أن إنهاء الحرب قد يتطلب "دعمًا جويًا محدودًا" من الولايات المتحدة.

وأكد ترمب أنه على استعداد لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، شرط ألا تتعارض مع مبدأ "أميركا أولاً"، موضحًا أن أي تدخل سيكون محدودًا وغير مباشر.

"إذا كان بالإمكان إيقاف القتال عبر تحليق طائرة بين الحين والآخر، فسنفعل، لكن بشكل أساسي سيكون الدور على الأوروبيين، ونحن فقط سندعم".

المشهد الميداني والسياسي: لا مؤشرات واضحة على قرب التهدئة

في ظل التصعيد الروسي الغربي المتبادل، والضبابية التي تكتنف مفاوضات السلام، تبدو فرص التهدئة بين موسكو وكييف مرتبطة بشكل أساسي بإيجاد صيغة توافق بين موسكو وواشنطن، إلى جانب موقف حلف الناتو من الضمانات الأمنية التي تطالب بها روسيا.