”أول مقر دائم في القاهرة”.. وزير النقل يُدشّن مفاجأة الخطوط الجوية اليمنية الجديدة

قام معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام صالح حُميد، اليوم، بزيارة تفقدية موسعة إلى مكتب إدارة ومبيعات شركة الخطوط الجوية اليمنية الجديد في العاصمة المصرية القاهرة، في خطوة تُعدّ نقلة نوعية في مسيرة تطوير قطاع الطيران المدني اليمني، وتأكيداً على التوجه الاستراتيجي للوزارة نحو تعزيز الوجود المؤسسي للشركة الوطنية في الأسواق الخارجية.
216.73.216.139
كان في استقبال معالي الوزير، المدير الإقليمي لشركة الخطوط الجوية اليمنية في جمهورية مصر العربية، الأستاذ عبدالله صالح الشاعري، وعدد من كبار المديرين وموظفي المكتب، الذين رحبوا بمعاليه وقدموا له جولة ميدانية شاملة داخل المبنى الجديد، الذي يُعد أول مقر مملوك بالكامل لشركة الخطوط الجوية اليمنية في القاهرة، بعد سنوات من الاعتماد على المكاتب المستأجرة.
مبنى حديث يواكب التطور التكنولوجي
اطّلع معالي الوزير خلال الزيارة على التصميم الحديث للمكتب الجديد، الذي يمتد على مساحة إجمالية تبلغ 550 متراً مربعاً في حي الدقي، أحد أكثر الأحياء حيوية ومركزية في العاصمة المصرية. ويُعد المبنى نموذجاً متقدماً من حيث البنية التحتية، حيث تم تزويده بأنظمة تقنية متطورة، أبرزها نظام (IT) مزدوج يضمن استمرارية العمل وتحقيق أعلى معايير الأمان والكفاءة التشغيلية، مما يسهم في تسريع إجراءات الحجز وخدمة العملاء وتحسين تجربة المسافر.
وأشاد معاليه بهذا الإنجاز الكبير، مؤكداً أن امتلاك مقر دائم في القاهرة يُمثل ركيزة أساسية في ترسيخ مكانة الخطوط الجوية اليمنية كشركة وطنية فاعلة في الساحة الإقليمية، ويعكس التطور الملموس في الأداء المؤسسي والإداري للشركة.
تعزيز الربط الجوي بين اليمن والعالم
وفي سياق شرحه لنشاط المحطة، قدّم المدير الإقليمي عرضاً مفصلاً حول الخدمات التي يقدمها المكتب، والتي تشمل تسهيل إجراءات السفر من القاهرة إلى مطارات المناطق المحررة في اليمن، خصوصاً مطارات عدن الدولي، ومطار سيئون، ومطار الريان في المكلا. ولفت إلى أن المحطة تشهد إقبالاً متزايداً من قبل المسافرين اليمنيين والعرب والأجانب، نظراً لتنافسية الأسعار وجودة الخدمة.
وفي إعلان لافت خلال الزيارة، كشف معالي وزير النقل عن نية وزارة النقل، بالتنسيق مع إدارة الخطوط الجوية اليمنية، إطلاق خطوط طيران داخلية جديدة في القريب العاجل، تشمل رحلات من مطار عتق الدولي، وربطه بشبكة الرحلات الجوية الخارجية، بهدف تعزيز التكامل بين الشبكة المحلية والدولية، وفتح آفاق جديدة للتنقل والتجارة والسياحة بين المدن اليمنية.
دعم التوسع بتطوير القدرات البشرية والفنية
وناقش معالي الوزير مع المدير الإقليمي، التطورات الكبيرة التي حققتها الوزارة والشركة في الفترة الأخيرة، لا سيما في مجال فتح خطوط جوية جديدة مع أكثر من عشر دول عربية وأجنبية، بما في ذلك مصر، الأردن، تركيا، الهند، الإمارات، السعودية، والسودان، وغيرها.
وشدّد معاليه على ضرورة أن يواكب هذا التوسع المتسارع تطويراً موازياً في القدرات البشرية والفنية للشركة، داعياً إلى تعزيز الأسطول الجوي، ورفع كفاءة الكوادر، واعتماد سياسات تدريبية متقدمة. كما أكد على أهمية الإسراع في إنشاء المركز الإقليمي لصيانة وخدمات الطائرات في مطار عدن الدولي، والذي من المتوقع أن يكون منصة لوجستية وفنية استراتيجية في جنوب الجزيرة العربية.
وأشار معاليه إلى أن الوزارة تعمل حالياً على إنجاز الدراسات الفنية والتصاميم الأولية للمشروع، تمهيداً لتأهيل شركة مقاولات متخصصة لتنفيذه، موضحاً أن هذا المركز سيلعب دوراً محورياً في تقليل الاعتماد على الصيانة الخارجية، وتوفير تكاليف التشغيل، وزيادة معامل الاستفادة من الطائرات.
أسطول جوي جديد يدخل الخدمة قريباً
وفي تأكيد على التزام الدولة بتحديث وتطوير قطاع الطيران، أعلن معالي الوزير أن شركة الخطوط الجوية اليمنية قد شرعت فعلياً في تطوير أسطولها الجوي، من خلال إدخال أربع طائرات جديدة مملوكة بالكامل للشركة، إلى جانب طائرة خامسة مستأجرة من طراز حديث، ومن المقرر أن تدخل الخدمة خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وأوضح أن هذه الإضافة ستُسهم بشكل كبير في تلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي، وتحسين جودة الخدمات المقدمة على متن الطائرات وعلى الأرض، فضلاً عن تعزيز الجدول الزمني للرحلات وتقليل الاكتظاظ.
إشادة بالجهود المبذولة وتقدير للقيادة التنفيذية
وأشاد معالي الدكتور عبدالسلام حُميد بالجهود الكبيرة التي تبذلها قيادة الشركة، ممثلة بالكابتن ناصر محمود، رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية، وفريق العمل المتكامل من المدراء والفنيين والموظفين، مشيراً إلى أن ما تحقق من إنجازات في الفترة الأخيرة يُعدّ نتاجاً للتخطيط السليم والعمل الجاد.
وأكد معاليه أن شراء الطائرة الجديدة "أوسان"، التي انضمت مؤخراً إلى أسطول الشركة، يُعدّ إنجازاً وطنياً يعكس قدرة اليمن على إعادة بناء مؤسساته الحيوية رغم التحديات، داعياً إلى مواصلة العمل بروح الفريق الواحد لرفع كفاءة الأداء وتقديم خدمات تُلبي تطلعات المسافرين.
لقاء مباشر مع المسافرين واستقبال الملاحظات
وفي ختام زيارته، التقى معالي الوزير بعدد من عملاء المكتب من المسافرين اليمنيين والعرب، واستمع إلى ملاحظاتهم وشكاواهم حول الخدمات المقدمة، وخصوصاً فيما يتعلق بإجراءات الحجز، ومواعيد الرحلات، وجودة الخدمة الأرضية.
ووجه معاليه إدارة المكتب وقيادة الشركة بسرعة معالجة الملاحظات المطروحة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين تجربة المسافر، مؤكداً أن رضا المواطن هو الهدف الأسمى من كل السياسات والمشاريع التنموية.
الوزير مصحوباً بالوكيل القبطان علي الصبحي
وقد رافق معالي وزير النقل خلال الزيارة، وكيل وزارة النقل لقطاع الشؤون البحرية والموانئ، القبطان علي الصبحي، الذي أشاد بمستوى التنسيق بين مختلف قطاعات الوزارة، ووصف زيارة القاهرة بأنها تأتي في سياق دعم شامل لقطاع النقل الجوي كأحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني.
الجدير بالذكر أن هذه الزيارة تأتي في إطار المتابعة الميدانية المستمرة من قبل وزارة النقل لأداء مكاتب الخطوط الجوية اليمنية في الخارج، وتأكيداً على التزام الحكومة بتحديث البنية التحتية للنقل الجوي، وتعزيز الربط بين اليمن والعالم، في خطوة تُعوّل عليها آمال كبيرة في دعم عجلة الاقتصاد، وتسهيل حركة المواطنين، وترسيخ صورة اليمن كدولة قادرة على التعافي والبناء.