”الألواح الشمسية تحلق في الهواء كالطائرات الورقية… لحج تشهد عاصفة رملية مفاجئة!”

شهدت عدة مناطق في محافظة لحج، مساء اليوم، هبوب إعصار مفاجئ وعنيف مصحوبًا برياح عاتية تجاوزت سرعتها 80 كم/ساعة وأمطار غزيرة متوسطة إلى شديدة، ما أدى إلى تدمير جزئي لعدد من المنشآت السكنية، وتطاير الألواح الشمسية من أسطح المنازل، وإلحاق أضرار مادية كبيرة بممتلكات المواطنين، دون تسجيل أي خسائر بشرية حتى الآن.
216.73.216.105
وبحسب شهادات عدد من السكان، فإن العاصفة جاءت بشكل غير متوقع، ودون إنذار مسبق، مما أثار حالة من الذعر والهلع بين الأهالي، خاصة مع اقتلاع ألواح معدنية من أسطح المباني وتطايرها لمسافات تصل إلى مئات الأمتار، ما أدى إلى تدمير سيارات وممتلكات مجاورة، وانقطاع التيار الكهربائي عن عشرات المنازل التي تعتمد بالكامل على الطاقة الشمسية.
وأشارت تقارير أولية من إدارة الدفاع المدني بالمحافظة إلى أن أكثر من 47 منزلًا تعرضت لأضرار مباشرة نتيجة لتطاير الألواح الشمسية والمعدنية، بينما تضررت 15 منشأة صغيرة (محال تجارية وورش صيانة) بسبب انهيار أسطحها أو تلف معداتها الكهربائية.
كما توقفت بعض خطوط الاتصالات في المناطق المتضررة بسبب سقوط أسلاك كهربائية وخطوط هاتفية.
وأكد مسؤولون محليون أن العواصف لم تُسجل في قاعدة بيانات الأرصاد الجوية المحلية، ما يشير إلى أنها ظاهرة مناخية نادرة الحدوث في المنطقة، ربما مرتبطة بتغيرات مناخية متسارعة تشهدها المحافظة خلال السنوات الأخيرة.
أزمة طاقة متفاقمة
وتشكل هذه الكارثة ضربة قاسية للأهالي، الذين يعتمدون بنسبة تزيد على 90% على منظومات الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للكهرباء، بسبب انقطاع التيار الوطني لفترات طويلة تصل إلى أيام متواصلة، وارتفاع تكاليف الوقود المستخدم في المولدات الخاصة.
وبدون هذه الألواح، أصبحت العشرات من الأسر بلا كهرباء، مما أثر على تشغيل الثلاجات، وشحن الهواتف، وحتى الإضاءة الليلية للمدارس والعيادات الصغيرة.
وقالت السيدة فاطمة علي، أم لخمسة أطفال :
"الكهرباء كانت آخر شيء بقي لنا بعد سنوات من الحرب والانهيار الاقتصادي. الآن، بعد أن سقطت الألواح، صرنا كالظلام. كيف نطبخ؟ كيف نشرح لابنتي دروسها؟ كيف نحمي دواء والدي من التلف؟"
نداء عاجل للسلطات
في مواجهة هذا الوضع، طالب سكان المناطق المتضررة السلطات المحلية، ومنظمات الإغاثة، والجهات المعنية بالتدخل العاجل، مشددين على ضرورة:
- تقييم شامل للأضرار في أقرب وقت ممكن، عبر فرق فنية متخصصة.
- تقديم تعويضات فورية أو توزيع ألواح شمسية بديلة مجانًا أو بأسعار رمزية للأسر المتضررة.
- إعادة تأهيل البنية التحتية للطاقة في المناطق المتضررة، مع تضمين معايير مقاومة للعواصف في التصميم الجديد.
- إنشاء نظام إنذار مبكر للظواهر الجوية القصوى، خاصة في المناطق التي تشهد تغيرات مناخية متزايدة.
وفي ذات السياق، دعت جمعيات المجتمع المدني المحلية إلى تفعيل آلية طوارئ إنسانية عاجلة، تشمل حملات تبرع لجمع الألواح الشمسية المستعملة أو المخصصة للاستعمال البديل، وتنظيم فرق تطوعية لإصلاح الأسطح وتأمين المنازل المؤقتة.
وتشهد محافظة لحج منذ العام الماضي زيادة في وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك السيول والرياح القوية، ما يثير مخاوف علمية من تفاقم تأثيرات التغير المناخي في جنوب اليمن، حيث تعاني المناطق من ضعف البنية التحتية، وغياب الاستراتيجيات التكيفية، وانهيار الخدمات الأساسية.
وكانت لحج قد شهدت في يناير الماضي فيضانات أدت إلى تشريد أكثر من 300 أسرة، وفي مارس تم تسجيل أعلى معدل هطول أمطار في تاريخ المحافظة منذ عقد.