الأربعاء 24 سبتمبر 2025 10:18 مـ 2 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”المخلافي يرد لأول مرة: هناك حملة ممنهجة… والهدف أكبر من إفتهان”

الخميس 25 سبتمبر 2025 12:02 صـ 3 ربيع آخر 1447 هـ
المخلافي
المخلافي

علّق حذيفة حمود سعيد المخلافي، في تصريح خاص مساء اليوم، على آخر التطورات المتعلقة بجريمة اغتيال الشهيدة إفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، مؤكدًا أن ما يجري لا يُعدّ مجرد جريمة فردية، بل جزءًا من "حملة ممنهجة" تستهدف التشويه وعرقلة مسار العدالة، في وقت دعا فيه إلى التحلي بالثقة في مؤسسات الدولة والتمسك بالقانون.

216.73.216.114

وقال المخلافي:

"تكلمنا من قبل أن هناك حملة ممنهجة، والشارع التعزي حامي وكأنه لا يعلم من هو حمود سعيد، الذي يعتبر نفسه واحدًا منهم... منذ التسعينات، كلما حصلت أي مشكلة، من قريب أو بعيد، كان والدي يُسلّم نفسه درءًا للفتنة. وهذا تمامًا ما حدث اليوم مع أخي محمد سعيد، الذي لا أزكيه على الله، لكن الناس كلها تشهد له بأخلاقه وسرعة انصياعه للقانون في أي مشكلة تحدث."

وأضاف المخلافي أن الفيديو الذي تم تداوله اليوم، والذي يحتوي على اعترافات منسوبة للمتهم بقتل إفتهان المشهري، "يثبت أن هناك حملة مدروسة ذهبت ضحيتها الشهيدة إفتهان، والهدف منها أكبر مما يُظهر". مشيرًا إلى أن "كل يوم يكشف جديدًا"، ومؤكدًا ثقته بأن "الجميع سيخرج من هذه الحملة بجبين ناصع".

وأكد أن المنهج القائم على الحق والعدل "لا تهزّه حملات التشويه ولا ألسنة المغرضين"، مختتمًا حديثه بالقول:

"في النهاية، هناك أمن وقانون وأدلة. ومن كان متورطًا، كائناً من كان، سيأخذ حصته من العدالة. أما نحن، فكالعادة، ممتثلون للدولة. والأخ محمد سعيد سلّم نفسه إلى إدارة الأمن طواعيةً، احترامًا للقانون وحفاظًا على السلم المجتمعي."

تسليم طوعي وسط تساؤلات حول ملابسات مقتل المتهم الرئيسي

في سياق متصل، أكدت شرطة محافظة تعز، في بيان صادر عنها قبل قليل، أن محمد سعيد المخلافي قد سلّم نفسه طواعيةً إلى إدارة الأمن للتحقيق معه حول ما نُسب إليه، بعد ظهور اسمه في فيديو الاعترافات المرتبط بجريمة اغتيال إفتهان المشهري.
وأشارت الشرطة إلى أن "الحملة الأمنية المشتركة مستمرة في ملاحقة جميع المطلوبين"، مؤكدةً "عدم التهاون مع كل من يثبت تورطه في ارتكاب أي جريمة، مهما كانت صفته أو موقعه".

غير أن تصريحات الشرطة تأتي وسط جدل واسع أثاره مقتل محمد صادق المخلافي، المتهم الرئيسي في الجريمة، خلال عملية أمنية في منطقة "تبة الوكيل" قبل أيام. فقد أعلن مركز الإعلام الأمني أن المخلافي قُتل "خلال مواجهة مسلحة مع قوة أمنية، بعد رفضه الاستسلام ومقاومته للقوة المكلفة بالقبض عليه".

لكن سكانًا محليين في تعز نفوا وقوع أي اشتباك مسلح، مؤكدين أنهم سمعوا "خمس إلى ست طلقات نارية فقط"، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع رواية الجهات الأمنية. ويعتقد هؤلاء أن ما جرى كان "عملية قتل مباشرة"، ما يفتح الباب أمام فرضية "التصفية المتعمدة" لإغلاق الملف والتمويه على أطراف أخرى متورطة.

مطالبات بتحقيق شفاف ومخاوف من إغلاق الملف قبل الوصول إلى "الرؤوس الكبيرة"

أثار مقتل المتهم الرئيسي موجة واسعة من الجدل والتساؤلات في الأوساط الشعبية والإعلامية، حول ما إذا كانت العملية الأمنية مجرد مواجهة طبيعية أم جزءًا من نمط تصفيات ممنهجة تشهدها المحافظة ضد متهمين أو شهود في قضايا حساسة.

ويرى مراقبون أن تصفيته قد "يعطل مسار العدالة ويؤدي إلى إغلاق ملف القضية قبل الوصول إلى الرؤوس الكبيرة التي قد تكون وراء الجريمة"، خاصةً في ظل غياب شفافية التحقيقات وعدم نشر الأدلة الكاملة.

وفي هذا السياق، طالب ناشطون حقوقيون ومواطنون بـ"تحقيق شفاف ومستقل"، يُنشر أمام الرأي العام، ويشمل تقارير الطب الشرعي، وتسجيلات المسرح، وشهادات الشهود، لضمان عدم إفلات أي متورط من العدالة، ولإعادة بناء الثقة بين المواطنين وأجهزة الأمن والقضاء.

وتخشى أوساط محلية أن يؤدي غياب المحاسبة الشاملة، أو التغطية على أي أطراف نافذة، إلى "تعميق حالة انعدام الثقة" في المؤسسات الأمنية والعدلية، ما قد يهدد الاستقرار المجتمعي في مدينة تعز، التي لا تزال تعاني من تداعيات الحرب وانهيار سلطة القانون.
تُعد الشهيدة إفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بتعز، من الكوادر النسائية البارزة التي لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على النظافة العامة وسط الظروف الصعبة التي تعيشها المحافظة. واغتيالها في ظروف غامضة أثار صدمة واسعة، ودفع بعشرات الآلاف إلى الخروج في مظاهرات تطالب بكشف الحقيقة وتحقيق العدالة.

موضوعات متعلقة