• الرئيسية
• علوم وصحة

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم يرتبط غالبًا بالبالغين وكبار السن، فإن الدراسات الحديثة تكشف عن اتجاه مقلق بين الأطفال، حيث أظهرت دراسة جديدة – نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) وقدمت في جلسات الجمعية الأمريكية للقلب 2025 – أن الأطفال الذين يُشخصون بارتفاع ضغط الدم في سن السابعة يواجهون خطرًا أعلى بكثير للإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة بحلول سن الخمسين.

تفاصيل الدراسة

216.73.216.165

وصفت الدراسة بأنها الأولى من نوعها التي تتبعت ضغط الدم الانقباضي والانبساطي لدى الأطفال على مدى عقود. وأكدت النتائج أن الخطر لا يقتصر على الأطفال فوق سن العاشرة، كما كان يُعتقد سابقًا، بل قد يبدأ مبكرًا جدًا عند سن السابعة.

وتوضح النتائج أن فحص ضغط الدم المنتظم للأطفال قد يكون بمثابة مؤشر تحذيري مبكر يساعد على اكتشاف مشاكل قلبية محتملة في المستقبل، مما يمنح الأطباء والأهل فرصة للتدخل المبكر.

السمنة وعلاقتها بارتفاع ضغط الدم

بحسب جمعية القلب الأمريكية، فإن الأطفال الذين يعانون من السمنة هم الأكثر عرضة للخطر. حيث يبلغ معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم بينهم حوالي 29%، مقارنة بـ 7% فقط لدى الأطفال ذوي الوزن الطبيعي.

وتساهم عوامل عدة في ارتفاع معدلات السمنة وبالتالي ضغط الدم، من أبرزها:

• قلة اللعب في الهواء الطلق.

• ضغوط الدراسة ونقص الملاعب والمساحات المخصصة للنشاط البدني.

• الإفراط في استخدام الشاشات الإلكترونية.

• الاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالملح والدهون المتحولة.

قصور في الفحص المبكر

رغم توصية الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة إجراء فحص ضغط الدم سنويًا للأطفال ابتداءً من سن الثالثة، إلا أن معظم الآباء لا يلتزمون بهذه التوصيات. وغالبًا ما يتم فحص ضغط الدم للأطفال فقط إذا كانوا يعانون من زيادة الوزن أو تاريخ عائلي لأمراض القلب، وهو ما يؤدي إلى تأخر التشخيص.

هذا الإهمال يعرض الأطفال لخطر تراكم الآثار السلبية لارتفاع ضغط الدم غير المعالج، بما في ذلك:

• تصلب الشرايين المبكر.

• قصور القلب.

• خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لاحقًا في الحياة.

أهمية الكشف المبكر والعلاج

أكد الباحثون أن الجانب الإيجابي يكمن في أن الكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم وعلاجه بشكل صحيح يمكن أن يمنع معظم مضاعفاته الخطيرة. وتشمل الإجراءات الوقائية الأساسية:

• مراقبة ضغط الدم بانتظام في عيادات الأطفال.

• تعزيز النشاط البدني اليومي للأطفال.

• تقليل الاعتماد على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.

• زيادة استهلاك الفواكه والخضروات والأطعمة الصحية.

• توعية الآباء بأهمية الفحص الدوري حتى في غياب الأعراض.

يمثل ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال مشكلة صحية متنامية تستدعي اهتمامًا خاصًا من الأهل والأطباء على حد سواء، فالمراقبة المبكرة والالتزام بنمط حياة صحي قد يشكلان خط الدفاع الأول ضد مخاطر مستقبلية خطيرة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية،وتؤكد هذه الدراسة أن الاهتمام بصحة القلب يجب أن يبدأ من الطفولة، وليس في منتصف العمر.