تسلا تقدّم ابتكارًا ثوريًا.. جناح هوائي قابل للنفخ لحل أزمة المدى في الشاحنات الكهربائية

في خطوة جديدة تُثبت أن العبقرية في البساطة، كشفت شركة تسلا عن أحد أكثر ابتكاراتها غرابة وذكاءً حتى اليوم، جهاز هوائي قابل للنفخ صُمم لتحسين كفاءة السحب في السيارات الكهربائية، وخاصة شاحنتها الجريئة سايبرتراك (Cybertruck).
هذا الابتكار الجديد لا يتطلّب بطارية إضافية، ولا يعتمد على تقنيات معقدة أو وزن زائد... بل يعتمد على الهواء فقط.
المشكلة القديمة: السحب يقتل مدى السيارة الكهربائية
واحدة من أكبر التحديات التي تواجه مالكي الشاحنات الكهربائية، مثل تسلا سايبرتراك، هي الانخفاض الكبير في مدى السيارة عند سحب مقطورات ثقيلة، على سبيل المثال، عند توصيل مقطورة كبيرة، قد ينخفض مدى سايبرتراك من حوالي 547 كم إلى أقل من 320 كم فقط.
بالنسبة للمستخدمين الذين يعتمدون على الشاحنة في السفر أو العمل، يُعد هذا الأمر محبطًا وغير عملي، وهنا قررت تسلا أن تفكر خارج الصندوق ، والنتيجة: جناح هوائي ذكي قابل للنفخ
الابتكار الجديد: "العارضة الهوائية" القابلة للنفخ
تسلا سجّلت رسميًا براءة اختراع تحمل اسم "Inflatable Aerodynamic Deflector"، وهو جهاز يُثبت داخل حوض الشاحنة، ويعمل عند الحاجة عن طريق النفخ التلقائي ليشكّل جناحًا مائلًا يمتد من نهاية السقف حتى مؤخرة الحوض.
وظيفة هذا الجناح هي تحسين تدفق الهواء فوق المقطورة أثناء القيادة، وتقليل الاضطراب الهوائي، ما يُقلل من مقاومة الرياح بشكل كبير، وبالتالي تحسين كفاءة السيارة والحفاظ على المدى.
آلية التشغيل:
-
الجهاز يُفعّل بضغطة زر
-
يُنفخ تلقائيًا باستخدام مضخة هوائية مدمجة
-
يُوجّه الهواء بانسيابية فوق المقطورة
-
بعد الانتهاء، يُفرّغ بسهولة ويُطوى داخل الحوض
المادة المستخدمة: Drop-Stitch Fabric المتطورة
تسلا لم تعتمد على مواد بسيطة أو رخوة. بل صمّمت الجناح من مادة Drop-Stitch Fabric، وهي نفس المادة المستخدمة في القوارب القابلة للنفخ وألواح التجديف الاحترافية.
عند نفخها بالكامل، تصبح صلبة كلوح متين، ويمكنها تحمّل ضغط الهواء بسرعات تصل إلى 120 كم/س دون أن تفقد شكلها أو تتأثر بالاهتزازات.
خفيفة، ذكية، ولا تؤثر على تصميم سايبرتراك
بخلاف فكرة البطاريات الإضافية التي كانت تسلا تفكّر فيها سابقًا، والتي واجهت تحديات تتعلق بالوزن والتكلفة، يأتي هذا الابتكار الجديد كحل خالي من الوزن الزائد، وغير مكلف نسبيًا، وقابل للتطبيق الفوري.
ميزة إضافية؟ التصميم لا يفسد الشكل الغريب والفريد لسايبرتراك، بل يضيف له عنصرًا مستقبليًا إضافيًا يجعل السيارة تبدو وكأنها خرجت من أحد أفلام الخيال العلمي.
هل فعلاً "الهواء الساخن" يُحدث فرقًا؟
قد يبدو الحل ساخرًا للوهلة الأولى — جهاز هوائي منفوخ لمشكلة تقنية؟ — لكن هذا تمامًا ما يميز تسلا: القدرة على تحويل الأفكار البسيطة إلى حلول ثورية.
هذا الجناح الهوائي لا يستهلك طاقة، لا يضيف وزنًا، ويمكن طيه خلال ثوانٍ. الأهم، أنه يحسّن الكفاءة الديناميكية الهوائية أثناء سحب المقطورات، ويوفّر عشرات الكيلومترات الإضافية من المدى.
قابل للتطبيق في طرازات تسلا الأخرى
رغم أن الابتكار صُمم خصيصًا لسايبرتراك، إلا أن فكرته يمكن تطبيقها على:
-
شاحنة تسلا Semi للنقل الثقيل
-
سيارات تسلا المعدّلة للرحلات الطويلة مثل Model X
-
أو حتى طرازات مستقبلية من سيارات SUV
هذا يجعل الابتكار ليس مجرد فكرة طريفة، بل نظامًا قابلًا للتوسّع في منظومة تسلا المستقبلية.
تسلا: الابتكار لا يعني التعقيد
منذ تأسيسها، عُرفت تسلا بقدرتها على قلب الطاولة على مفاهيم الصناعة التقليدية، سواء في جعل السيارات الكهربائية ممتعة، أو تقديم تحديثات عبر الإنترنت، أو دمج الذكاء الاصطناعي في تجربة القيادة.
واليوم، تُضيف لمستها الخاصة بقولها، "حتى الهواء الساخن يمكن أن يُستخدم بذكاء لتحسين تجربة القيادة."