• الرئيسية
• المشهد المحلي

شارك معالي الدكتور محمد بن عيضة شبيبة، وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية، في الحفل الختامي للملتقى السادس لبرنامج "روّاد اليمن"، الذي نظّمه وقف أويس القرني في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة نخبةٍ من الشباب اليمني المقيم في الخارج، إلى جانب مجموعةٍ من رواد الفكر والمبادرة والعمل التطوعي.

216.73.216.162

وفي كلمةٍ ألقاها خلال الفعالية، أشاد الوزير شبيبة بـالروح الريادية والهمّة العالية التي يتحلّى بها الشباب اليمني في المهجر، مؤكدًا أنهم يجسّدون "صورةً حيّةً للأمل والعمل والإبداع"، رغم القسوة التي فرضتها سنوات الحرب على الوطن. وقال:

"ما شاهدته في هذا الملتقى من حماسٍ وابتكارٍ وإصرارٍ على خدمة الوطن، ليس سوى انعكاسٍ حقيقيٍّ لهوية يمنيةٍ متجددةٍ لا تنكسر أمام التحديات، بل تزداد إصرارًا على البناء والنهوض".

وأشار الوزير إلى أن انعقاد الملتقى تزامن مع احتفالات اليمن بثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، رمزَي الحرية والسيادة الوطنية، ما يضفي على الفعالية طابعًا وطنيًّا عميقًا، ويعزز من روح الانتماء لدى الجيل الجديد.

وخلال كلمته، أعلن شبيبة عن إطلاق مبادرتين وطنيتين تهدفان إلى تفعيل دور الشباب اليمني في الداخل والخارج في مسيرة البناء الوطني:

• مبادرة "أمي اليمن": التي تسعى إلى تمكين كل يمني، أينما كان، من المساهمة في وقفٍ خيريٍّ يخدم الوطن، ويجسّد مفهوم "البرّ بالأم الكبرى"، أي اليمن، من خلال دعم المشاريع التنموية والتعليمية والاجتماعية.

• منصة (YPx): منبرٌ شبابيٌّ طموح يربط بين الإبداع والريادة، ويهدف إلى تمكين الكفاءات الشابة، وتوثيق قصص النجاح، وبناء جيلٍ واعٍ ومُلمٍّ بمسؤولياته الوطنية، قادرٍ على قيادة مرحلة إعادة الإعمار.

وأكّد الوزير أن اليمنيين عبر التاريخ كانوا رواد الأوقاف والمبادرات المجتمعية، مشيرًا إلى أن "الوقف الذي يُعنى ببناء الإنسان، لا بالحجر فحسب، هو الركيزة الحقيقية لنهضة الأوطان وصون القيم". وعبّر عن تقديره الكبير لجهود وقف أويس القرني، مُشيدًا بدوره في تمكين الشباب وتعزيز روح العطاء والمسؤولية الوطنية، واصفًا إياه بـ"الجسر الحي بين الحاضر والمستقبل".

وفي لحظةٍ عاطفيةٍ خلال الحفل، تسلّم الوزير شبيبة درع التكريم من منظّمي الملتقى، وقال مُعلّقًا:

"هذا التكريم ليس لي شخصيًّا، بل هو تكريمٌ لوزارة الأوقاف، ولقطاع الأوقاف في اليمن، ولكل من يؤمن أن الوقف شريكٌ أساسيٌّ في صناعة غدٍ يمنيٍّ مشرق".

واختتم كلمته برسالةٍ واثقةٍ إلى الجيل الجديد، قال فيها:

"الشباب اليمني هو رهان المستقبل، وركيزة بناء الدولة الحديثة. ومهما عظمت التحديات التي تفرضها المليشيات الحوثية ومشاريع الخراب، فإن اليمن سيستعيد مجده ومكانته الحضارية بسواعد أبنائه المخلصين".

يُذكر أن برنامج "روّاد اليمن" يُعدّ من أبرز المبادرات الشبابية التي تستهدف تمكين الكفاءات اليمنية في الخارج، وربطها بقضايا الوطن، عبر برامج تدريبية وفكرية ومبادرات مجتمعية مستدامة، بدعمٍ من وقف أويس القرني وشركائه من المؤسسات الداعمة للعمل التطوعي والتنموي.