إسرائيل تأمر بإخلاء مستشفى العودة وتُفاقم المأساة الصحية في غزة

أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمرًا عاجلًا ظهر اليوم بإخلاء مستشفى العودة الواقع في منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة، في خطوة تصعيدية جديدة تستهدف البنية التحتية الصحية في القطاع المحاصر. هذا المستشفى الحيوي يؤوي داخله أكثر من 190 شخصًا، من بينهم أطباء وممرضون ومرضى وجرحى، ما يجعل قرار الإخلاء تهديدًا مباشرًا لحياة هؤلاء جميعًا.
تهديد مباشر على حياة المرضى والكوادر الطبية
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن قوات الاحتلال وجهت إنذارًا فوريًا لإدارة المستشفى، طالبة الإخلاء الفوري دون توفير بدائل آمنة أو ممرات إنسانية. ويعاني القطاع الصحي في غزة من شلل شبه كامل نتيجة الاستهداف المتكرر للمراكز الطبية، ونقص الأدوية والمعدات، وانقطاع التيار الكهربائي.
قصف متواصل للمستشفى ومحيطه قبل قرار الإخلاء
قرار الإخلاء جاء بعد أيام من تعرض المستشفى ومحيطه لهجمات متكررة من قبل جيش الاحتلال، تضمنت إطلاق نار مباشر وقصف جوي ومدفعي، في تحدٍ صارخ للقوانين الدولية التي تجرم استهداف المرافق الطبية والإنسانية أثناء النزاعات المسلحة. هذه الاستهدافات دفعت الفرق الطبية للعمل تحت تهديد دائم، بينما يُحرم الجرحى من الرعاية المناسبة.
ارتفاع كبير في عدد الشهداء والمصابين
وفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن الجهات الصحية في غزة، فقد ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر عام 2023 إلى 54,249 شهيدًا، و123,492 جريحًا. ومنذ استئناف العمليات العسكرية في الثامن عشر من مارس الماضي، تم تسجيل استشهاد 3,986 مواطنًا وإصابة 11,451 آخرين، في مشهد دامٍ لا تزال مآسيه تتصاعد يومًا بعد يوم.
الضحايا يتزايدون وتحت الأنقاض ما زال الألم مستمرًا
في الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، استقبلت مستشفيات القطاع 67 شهيدًا، من بينهم 64 قتيلًا سقطوا جراء قصف حديث، بينما تم انتشال جثامين ثلاثة من تحت الأنقاض. كما استقبلت المرافق الصحية 184 مصابًا، في وقت لا تزال فيه فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إلى عدد كبير من الضحايا المحاصرين تحت الركام وفي الشوارع، بسبب استمرار القصف وخطورة التحرك في المناطق المستهدفة.