• الرئيسية
• المشهد الدولي

أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، اليوم الثلاثاء، وقفًا تامًا لإطلاق النار في مدينة السويداء بعد التوصل إلى اتفاق مع وجهاء المدينة، في خطوة تهدف إلى تهدئة الوضع الأمني وسط تصاعد الاشتباكات الداخلية وتدخلات خارجية.

وأوضح أبو قصرة، عبر منصة إكس، أن القوات الحكومية ستركز على تأمين الأهالي وحماية ممتلكاتهم، مع بدء تسليم أحياء المدينة إلى قوى الأمن الداخلي بعد اكتمال عمليات التمشيط. وأكد أن الشرطة العسكرية بدأت انتشارها لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين، مشيرًا إلى أن الرد سيكون محدودًا على مصادر النيران فقط. جاء ذلك بعد ساعات من فرض حظر تجول، حيث أعلن قائد الأمن الداخلي العميد أحمد الدالاتي استمرار الحظر حتى إشعار آخر، داعيًا الفصائل المسلحة للتعاون وتسليم الأسلحة.

وشهدت السويداء، ذات الغالبية الدرزية، تصعيدًا عنيفًا منذ أول أمس الأحد، نتج عن مواجهات بين عشائر البدو وفصائل محلية، أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصًا وإصابة أكثر من 100، بينهم نساء وأطفال. وأدى الوضع إلى تدخل القوات الحكومية لفض النزاع، لكن الوضع تعقد مع قصف إسرائيلي استهدف المنطقة، حيث أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس أوامر بضرب القوات السورية والمعدات الموجودة هناك.

ورحبت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية بدخول القوات الحكومية، داعية الفصائل إلى التعاون وتسليم السلاح، وطالبت بحوار مع الحكومة لمعالجة تداعيات الأحداث. ومع ذلك، تراجع الشيخ حكمت الهجري، أحد قادة الطائفة، عن موقفه الداعم، زاعمًا أن بيانه الأول صدر تحت ضغط من دمشق ودول خارجية، وحرض على مواجهة القوات بسبب استمرار القصف العشوائي، مما أثار جدلاً حول نواياه وسط اتهامات متبادلة.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات استهدفت مناطق مختلفة، بما في ذلك الطريق المؤدي إلى المدينة، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، عقب اجتماعات عاجلة، أمر مهاجمة القوات السورية وأسلحتها، زاعمين أن إدخال الأسلحة ينتهك سياسة نزع السلاح السابقة. وجدد الاثنان التزام إسرائيل بحماية الدروز السوريين "بناء على تحالف الأخوة" مع الدروز في إسرائيل.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمة آليات سورية، بما في ذلك دبابات وناقلات جنود وقاذفات صواريخ، في السويداء والطرق المؤدية إليها، مشيرًا إلى أن الهجمات بدأت أمس الإثنين لعرقلة وصول التعزيزات. ونقلت قناة 14 عن مسؤول إسرائيلي أن العمليات تجري بالتنسيق مع الجانب الأمريكي. في المقابل، أكدت دمشق سحب الآليات الثقيلة تمهيدًا لتسليم الأحياء للأمن الداخلي، مع تحذير من التجاوزات على الممتلكات.